عادل السنهورى

شتاء الغضب

الأحد، 05 فبراير 2012 07:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يمكن أن يتحول ربيع الثورة المصرية إلى شتاء غاضب تدمر عواصفه كل شىء فى طريقها وتمزق ريحه نسيج الوطن وتبعثر أشلاءه فى كل صوب وحدب، فالعنف فى كل مكان والدماء المجانية للضحايا لا يتوقف نزيفها فى المظاهرات والاشتباكات والاعتصامات وقطع الطرق وفى الفوضى الأمنية وحتى فى مباريات كرة القدم.

منذ قيام الثورة لم تهدأ الأحداث ولم ترتح مصر يوما لالتقاط الأنفاس والمضى قدما نحو استكمال أهدافها فى التغيير والإصلاح والبناء، توقف كل شىء وعمت الفوضى البلاد واندلعت أحداث العنف والفتنة الطائفية فى البداية ثم اشتباكات ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء والآن شوارع وزارة الداخلية.

الإحباط يسيطر على الجميع، فقد مر عام ولم يتغير شىء وما يحدث الآن يؤكد أن هناك خطرا حقيقيا على الثورة التى لم تكتمل، خطرا يهدد الربيع فى مهده تتحالف فيه قوى الشر فى الداخل والخارج على عدم نضجه واكتماله، وتستدرج إليه وتستنزف فيه بنوايا طيبة وسليمة قوى الثورة الحقيقية.

هل أصبح الوضع عبثيا؟ والضباب الكثيف وغموض المستقبل وفقدان الرؤية هو الحاضر الآن؟ أليس هناك بديل عن دم الضحايا لاستمرار الثورة؟.

كان الأمل أن تستقر الأوضاع وتهدأ قليلا بعد انتخابات مجلس الشعب وانعقاد المجلس وبدء عمله الرقابى والتشريعى، ولكن ما لبث هذا الأمل أن تبدد على وقع حوادث السطو والسرقة وقطع الطرق ومجزرة بورسعيد والعودة مرة أخرى إلى أسوار وجدران المربع الأول، فالشارع محبط ومتوتر وملتهب والثقة فيمن يحكم مفقودة تماما وخطوط الاتصال معه مقطوعة، ولم يعد أحد مقتنعا بأن إدارة المرحلة الانتقالية مجرد أخطاء بسيطة أو قلة خبرة فى الإدارة السياسية.

الثورة المصرية مثل السفينة الضخمة التى جنحت على الشاطئ قبل أن تبحر إلى بر الأمان والاستقرار، وتوشك على الغرق، ولا أحد يمد لها طوق النجاة، الكل يحاول أن يحتكر صكوكها ويتحدث هو فقط باسمها، لكن لا يعمل من أجلها.

الشتاء الغاضب المجنون يهدد ربيع ثورة اللوتس المصرية بعد أن نجحت ثورة الياسمين التونسية من مواجهته والنجاة منه بإرادة سياسية ناجزة وبخريطة طريق واضحة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة