عادل السنهورى

العصيان المدنى.. لماذا؟

الثلاثاء، 07 فبراير 2012 08:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل الظروف العصيبة الحالية والأزمة السياسية والأوضاع الاقتصادية المتدهورة ملائمة للدعوة إلى إعلان حالة العصيان المدنى التى أطلقها «نشطاء» على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»؟

ومن سيوجه ضده حالة العصيان؟ مؤسسات الدولة المنهارة التى لم يتشكل منها سوى مولود شرعى واحد حتى الآن وهو مجلس الشعب، أم ضد القوانين التى سقطت وغير المفعلة أو الفاعلة فى كل أنحاء البلاد فى ظل حالة الفوضى والانفلات الأمنى والاجتماعى والاقتصادى؟
فالدعوة إلى العصيان تعنى توقف حركة العمل والإنتاج فى كل مؤسسات الدولة، وتوقف حركة الحياة اليومية فى الشارع المصرى، وكأن هناك حركة إنتاج أصلا أو حياة يومية تسير بشكلها الطبيعى فى مصر على مدار العام الماضى.

وفقا للتعريفات المتفق عليها، فالعصيان المدنى هو أحد الطرق التى يثور بها الناس على القوانين غير العادلة، وهو ببساطة، أن تعصى القانون وتطيعه فى آن واحد، فهو أرقى صور التمرد والمقاومة والرفض والاحتجاج، ولكن بالشكل السلمى المتحضر. وله صور متعددة، مثل أن يخرج المعارضون بشكل جمعى، وفى أوقات محددة، لإجبار السلطات الحاكمة على الانصياع لمطالب المحتجين الهادئين. ومثل رفض الموظفين الذهاب إلى دوائر الدولة، والمدارس والجامعات والمصانع والمعاهد، مع إغلاق كل الأسواق والمحال التجارية والأفران. ومثل امتناع سائقى السيارات العامة والخاصة ومحطات الوقود وسيارات الأجرة فى داخل المدن وخارجها. ومثل أن يخرج «العاصون» وهم يرتدون الثياب السود أو البيض رجالا ونساء ولكن بهدوء، لا شعارات، لا صراخ، ولا نداءات معادية، ولكن عصيان بهدوء. وكالجلوس فى الشوارع الكبرى، وعلى أرصفتها، وفى وسطها، ولكن بصمت.

وهذا ما يدعو إليه «النشطاء» على «فيس بوك»، ولكن هل ينجح أسلوب العصيان المدنى فى دولة تحبو بخطوات متعثرة فى طريق الديمقراطية بوضع أمنى واجتماعى محتقن ومتوتر، وبأوضاع اقتصادية متدهورة وعجلة إنتاج شبه متوقفة تماما.

وهل الدعوة إلى العصيان الآن الأسلوب الأمثل فى الضغط على الإدارة السياسية للدولة لتحقيق الغرض والهدف من العصيان بسرعة تسليم السلطة. وما مدى استجابة باقى القوى السياسية والمجتمعية للعصيان، فغالبية فئات الشعب تقريبا منذ تنحى المخلوع فى حالة عصيان مدنى بالإضرابات والاحتجاجات والاعتصامات، مضافا إليها حالة الضعف الأمنى وحالة الفوضى والبلطجة فى الشارع.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة