وائل السمرى

شيوخ خيانة الدين والأمانة

الخميس، 09 فبراير 2012 04:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم»، وهنا يتضح لنا مدى تقديس الإسلام للروح التى هى من أمر ربى، ومدى حفاظه على البشرية، ويتفق أيضا مع أحد أهم مقاصد الشريعة التى استخلصها الإمام الشاطبى من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية والمواقف المتواترة، وهو حفظ النسل، فلا أهم عند الله من الإنسان، ولا أقل من إسباغ هذه القدسية على روحه لأنه خليفة الله على الأرض، لكن برغم كل هذه الآيات الكريمة، والأحاديث النبوية الإنسانية العظيمة، طلع علينا النائب ممدوح إسماعيل فى البرلمان ليرفع الآذان فى عز مناقشة اشتباكات وسط البلد بين المتظاهرين وقوات الشرطة وسبل وأدها، ليفتح بهذه الفعلة التى تتخذ من المظاهر الإسلامية ستارا باب المزايدة غير المبررة، ليبتعد بالإسلام عن جوهره الراقى وسموه الروحى، مدخلا إياه فى حالة الابتذال الإعلام.
يقول الرسول الكريم: الصلاة صلة بين العبد وربه، ولكن الصلاة على أيدى نائبنا الهمام أصبحت صلة بين النائب وشاشات التليفزيون وعدسات الكاميرات، فحتى لو كنت من المقتنعين بأن المتظاهرين يريدون اقتحام الداخلية وأنهم معتدون وليسوا معتدى عليهم، فليس من حقك أن تتجاهل هذه الاشتباكات وتصرف النواب عن وأدها، إذ يقول رب العزة: «إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم» ويقول: «وإن طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا»، لكنه جل وعلا لم يقل وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فارفعوا الأذان وشذوا عن المشهد العام لتجذبوا الأنظار إليكم فتنالوا بذلك شهرة كاذبة وتلميعا إعلاميا عفنا.
لم يذهب الناخبون إلى الصناديق لينتخبوا هؤلاء ليرفعوا الأذان فى مجلس الشعب ولكنهم انتخبوهم ليحافظوا على بلادهم ومستقبل أبنائهم، وبذلك يتعدى فعل هذا النائب فكرة الشو الإعلامى، ليدخل فى باب خيانة الأمانة التى استأمنه الشعب عليها، وكله باسم الدين، والدين منهم برىء.
وليس أبشع من هذه الفعلة التافهة إلا قول عبدالمنعم الشحات إن «ضحايا بورسعيد قتلى اللهو الحرام»، إذ يجرد هذا الرجل بقوله هذا شبابا فى أزهى فترات عمرهم من أى تعاطف قد اكتسبوه بدافع التضامن الإنسانى النبيل، متناسيا أن هؤلاء الشباب كانوا يشجعون رياضة شهيرة فى العصر الحاضر تماما كما كانت المبارزة والسباحة والرماية وركوب الخيل رياضات شهيرة ومستحبة فى عصر النبوة، ومتناسيا أن كثيرا من هؤلاء الشباب ماتوا دون أعراضهم ودون أموالهم ودون أرواحهم، متغافلا عن قول رسول الله «من مات دون أرضه فهو شهيد، ومن مات دون عرضه فهو شهيد، ومن مات دون ماله فهو شهيد»، ومع أن الواحد يأنف من مجادلة هؤلاء لكننى أحمد الله على إظهارهم على حقيقتهم ليطهر الإسلام نفسه بنفسه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة