فى الميدان المعروف باسمه يقف تمثال الشهيد عبدالمنعم رياض الذى تحتفل مصر والقوات المسلحة كل عام بيوم استشهاده فى 9 مارس عام 69، وربما لا تعرف الأجيال الحالية من الشباب الكثير عن فارس الشهداء الفريق رياض رئيس أركان الجيش المصرى، واحد من أهم القيادات والرموز المشرفة والمشرقة للعسكرية المصرية طوال تاريخها المجيد.
لم تقرأ عنه الأجيال المعاصرة الكثير بسبب حالة الكذب العسكرى وتزييف التاريخ الذى مارسه إعلام النظام السابق طوال 30 عاما حتى اختزل بطولات حرب أكتوبر المجيدة وحرب الاستنزاف فى شخص «صاحب الضربة الجوية».
كان استشهاده فى الخطوط الأمامية لميدان القتال نموذجا للقائد العسكرى المحترف الذى آمن بعقيدة الاحتراف العسكرى معارضا انخراط المحارب فى العمل السياسى، وبسبب احترافه وعلمه الأكاديمى والعسكرى تم اختياره ضمن العناصر التى شكلت أول لواء مدفعية مضادة للطيران فى الجيش المصرى، وتم اختياره لشغل موقع أركان حرب اللواء ولم يكن يتعدى رتبة الملازم أول.
لم يكتف فقط بكونه رجلا عسكريا منضبطا ومخلصا، وإنما سعى لأن يكون مفكرا وخبيرا استراتيجيا فى العلوم العسكرية، ففى عام 44 حصل على درجة الماجستير بترتيب الأول على دفعته وحصل بعد ذلك على شهادتين فى مدفعية الميدان والمدفعية المضادة للطائرات بامتياز من مدرسة «لاركهيل تاون» البريطانية. وحصل فى أكتوبر 66 على درجة الماجستير للمرة الثانية فى موضوع «تغيير اتجاه المجهود الرئيسى لقوات الهجوم ودرس إلى جانب ذلك الاقتصاد فى كلية التجارة بجامعة عين شمس».
لم يسع الفريق رياض إلى شغل منصب سياسى عقب ثورة 23 يوليو 52 رغم انشغال عدد كبير من زملاء دفعته بالسياسة، واستمر فى مكانه الطبيعى الذى يعشقه فى ثكنات الجيش أو على مقاعد الدراسة. رؤيته العسكرية واحترافيته جعلته يطالب بإنشاء سلاح مستقل للدفاع الجوى بعد حرب 56 ولم ينفذ مطلبه للأسف إلا بعد هزيمة 67.
يوم الأحد 9 مارس 69 كان الفارس يقف وسط جنوده ليطمئن على تنفيذ أولى خطط تدمير خط بارليف، وفى موقع المعدية 6 نال الفريق عبدالمنعم رياض الشهادة، ويوم تشييعه إلى مثواه الأخير شارك أكثر من مليون مصرى فى الجنازة الذى تقدمها جمال عبدالناصر، تحية إلى الشهيد الفارس فى يوم عيده، وتحية إلى شهداء 25 يناير.