من المثير أنه فى نفس الوقت الذى تجرى فيه الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأمريكية تدور موقعة الحملة الانتخابية للرئاسة المصرية، ولست هنا بأى حال أحاول أن أقارن بين الانتخابات الرئاسية الأمريكية والمصرية فلا الظروف ولا التاريخ ولا حتى الجغرافيا الخاصة بالشعبين، مرشحين أو ناخبين، تسمح بأى مقارنة من أى نوع. ولكنه من منطلق أن الشىء بالشىء يُذكر وأنه بالتأكيد حين يواجه إنسان أو شعب ما، تجربة ما لأول مرة، فمن الطبيعى أن يضع نصب عينيه تجارب آخرين سبقوهم فى هذا أو ذاك المضمار، مما يجعلنا ناخبين ومرشحين ننظر بعين الاهتمام للانتخابات الرئاسية الأمريكية كواحدة من أكثر التجارب فى العالم، كما يبدو ديمقراطية وشهرة بالتأكيد، وطبعاً أقول ننظر وليس أكثر فلا نحن نستطيع أن نعيش كناخبين تجربة انتخاب رئيس كالأمريكى، وبالتأكيد والتبعية لا يستطيع مرشح مصرى أن يتقمص دور رومنى الأمريكى ولا سانتورم ولا جنجريتش ولا أوباما، وكلهم متنافسون للترشح للرئاسة.
ولكن يبدو أن فكرة عدم التأثر بالانتخابات الأمريكية على أرض الواقع ليست صحيحة، لأنى منذ أيام قليلة وجدت على بريدى الإلكترونى دعاية مرسلة إلى من الحملة الدعائية للدكتور أبوالفتوح yes I feel safe with Abou al Fotouh مكتوبا عليها ومعناها بالعربية، نعم أشعر بالطمأنينة مع أبوالفتوح وهو يبدو كشعار من بين عدة شعارات ستطلق لحملة أبوالفتوح.
أنا أحترم الرجل نعم، ولكنى أرفض تماما أن يخاطب مُرشح لرئاسة مصر بأى شكل أو صورة الناخبين بشعارات إنجليزية ويقدم نفسه متأثراً بآخرين وبلغتهم للناخب المصرى.
حقا كنت وما زلت ضد هذا النائب أو أى صوت يخرج علينا بضرورة إلغاء دراسة الإنجليزية فى مرحلة الإبتدائى، ورأيت أنها دعوة للتخلف، فأنا أدرك أن اللغة كائن حى قوتها من قوة من يتكلمون بها، والعرب فقدوا قوتهم العلمية والعسكرية وحتى الأدبية، وبالتالى فقدت لغتهم قوتها وضَعف تأثيرها على الآخرين وأصبحنا لكى نواكب العلم والتقدم العالمى علينا كأضعف الإيمان أن نجيد لغات أخرى. ورغم هذا كنت وما زلت أضحك وأشعر فى ذات الوقت بالأسى، حين أرى كل أسماء محلاتنا مكتوبة بالإنجليزية وحتى إعلاناتنا، لأن ضعف لغتنا لدى الآخرين كوم واستضعافنا لها وعدم احترامنا لها كوم آخر.
كنت أضحك من صاحب محل بقالة صغير يكتب على باب المحلsobermarket بدلا من supermarket لأن الأولى تعنى للناس المنتبه أو عكس المخمورة، بينما الثانية هى التى تعنى محلا صغيرا لشراء الاحتياجات.
كنت أتفهم أحيانا وأسخر غالباً من رغبة بائع فى حارة مصرية يريد أن يرتفع ببضاعته ومحله للعالمية بمجرد عنوان، ولكنى لا أفهم ولا أقبل ولا أحترم حملة دعائية لشخص يود أن يصبح رئيساً لمصر أن يوجه بأى صورة دعاية للشعب بلغة غير اللغة العربية اللهم إلا لو كانت للاستهلاك العالمى.
آى فيل سيف وذ أبوالفتوح شعار يصلح لحملة فوط أولويز أو غيرها، ولكنه بالتأكيد لا يصلح لمرشح أحترمه، والأهم أنه مرشح لأعلى منصب فى مصر التى تتحدث العربية باردون يا دكتور.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة