حقق «المستقلون» مفاجأة فى انتخابات النقابات الفرعية للزراعيين، بهزيمتهم قوائم «زراعيون لنهضة مصر» المدعومة من جماعة الإخوان المسلمين فى أكثر من محافظة، والتى جاءت بعد أيام قليلة من هزائم مماثلة فى الانتخابات الفرعية لنقابات المحامين فى المحافظات، وكان أكثرها صخبا سقوط النائب والقيادى الإخوانى البارز صبحى صالح فى الإسكندرية.
تقود هذه النتيجة إلى ضرورة القراءة المتأنية لصورة الإخوان شعبيا، وتأثيرها على انتخابات رئاسة الجمهورية، فنصيب الجماعة شعبيا بعد انتخابات مجلس الشعب، يحتاج إلى تقديرات مختلفة عما كانت قبل الانتخابات البرلمانية، والمؤشر لذلك يبدأ مما حدث من إقبال هزيل فى انتخابات مجلس الشورى.
هناك قاعدة ليست مكتوبة ولكن الوعى الشعبى يختزنها، ويتعامل بها بعد أى انتخابات، وهى أن الفائز تقل نسبة شعبيته بعد فترة قليلة من فوزه، لأنه لا يكون بوسعه تلبية كل طموح الذين انتخبوه، وتقفز على الألسنة مقولة: «هو عمل إيه؟»، مما يلقى عبئا إضافيا على الفائز، يتمثل فى بذله الجهد وتحقيق الإنجازات والتأكيد على مصداقيته وشفافيته ونزاهته من أجل استعادة ما فقده من شعبية.
ويمكن القول إن أغلب النواب البرلمانيين من مختلف القوى السياسية يعيشون الآن فترة «تراجع الشعبية»، فالطموح الذى ألقاه الناخبون عليهم كبيرا، والمقابل إنجاز قليل، ونواب جماعة الإخوان ليسوا استثناء من ذلك، بل هم الأكثر انتقادا بحكم أغلبيتهم البرلمانية، وربما يكون لديهم العذر، لأنهم جاءوا على تراث سيئ فى فهم وظيفة النائب كرسه نظام مبارك، حيث أصبح النائب «خدميا» أكثر منه سياسيا، وكانت الجماهير تلتمس العذر للنائب «المعارض»، لحصاره من الحكومة وحزبها «الوطنى»، ولأن «الإخوان» أصبحوا الأغلبية فالحجة قائمة عليهم، والغضب منهم يحظى بمساحة أكبر.
تلك القراءة تقودنا إلى الاعتقاد بأن موقف الإخوان بتأييد مرشح معين فى انتخابات الرئاسة، رغم أهميته إلا أنه لن تكون له الكلمة الوحيدة فى التأثير جماهيريا، بل ستدخل اعتبارات أخرى، ولعل ما حدث فى نقابتى الزراعيين والمحامين مؤشرا على ذلك، وبالتالى فإن الاعتقاد بأن هناك 18 مليون صوت انتخابى محسوبون للإخوان والسلفيين ولابد من عدم تفتيتهم فى انتخابات الرئاسة، يحتاج إلى أمر مراجعة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة