أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

ألغاز السياسة.. وأحزاب الأنابيب

السبت، 17 مارس 2012 08:18 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحولت أنبوبة البوتاجاز من أزمة تموينية إلى أزمة سياسية وحزبية.. الأحزاب تتصارع للحصول على حصة من أنابيب البوتاجاز لتوزيعها بهدف كسب الشعبية، والأنبوبة كانت أحد أدوات شراء الأصوات فى انتخابات الشعب والشورى، حتى ولو بشكل غير مباشر، وكانت مشاهد طوابير الأنابيب أمام اللجان كاشفة.

وبعد الانتخابات كان أعضاء حزب الحرية والعدالة يحصلون على أنابيب يوزعونها فى الأحياء الشعبية كنوع من التأكيد على الاهتمام بقضايا واحتياجات الناس، وهو ما أثار غضب ورفض الأحزاب الأخرى التى اعتبرت حصول الإخوان وحدهم أو حزب الحرية والعدالة على حصة من الأنابيب نوعا من التمييز والانحيازات السياسية.

طبعاً الأحزاب الجديدة مثل العدالة والحرية أو الأحزاب السلفية اعتمدت من الأساس على الخدمات الاجتماعية، فى المناطق الشعبية والقرى، أكثر من العمل السياسى، بينما الأحزاب الليبرالية واليسارية لم تهتم لا بالخدمات ولا البرامج، واكتفت بالتوك شو.

وطبعا توزيع الأنابيب ليس من مهمات الأحزاب، لكنه دور الحكومة، كما أنه دور مجلس الشعب الذى يفترض أن يفكر فى طريقة يمنع بها السوق السوداء، وضياع الدعم لأن الأنبوبة سعرها ثلاثة جنيهات ونصف الجنيه، يشتريها المواطن بخمسة وعشرين أو خمسين جنيهاً، يعنى الدعم الموجه للأنبوبة لا يصل لأصحابه، ومن الأفضل تحرير الأسعار والبحث عن طريقة أخرى لتوصيل الدعم، لأننا فى حال استمرار هذا الوضع نمنح اللصوص مليارات الدعم.

وهذا الدور الذى يجب أن يقوم به حزب الأغلبية، وينشغل به السياسيون، فليس من مهام الحزب توزيع الأنابيب، لكن البحث عن عدالة توزيع وتوصيل الدعم، لكن الأغلبية لم تفعل وتركت الوضع، كما كان عليه، وعجزوا عن تغيير النظام، يبدو أنهم مرتاحون للصيغة الحالية، وهو أمر خطر لأنه يحول الحزب إلى منفذ توزيع، ويكرر حالة الحزب الوطنى فى احتكار تقديم الخدمات واستغلال الأزمات، أو أن تترك الأحزاب السياسة وتتفرغ لتوزيع البوتاجاز والسولار والزيت والسكر ويتم تسييس التموين بحيث يمنح كل حزب أنصاره ويستبعد المنافسين، الطبيعى أن الأغلبية والأحزاب داخل وخارج البرلمان، دورها البحث عن تشريعات وطرق لمواجهة المشكلات وسد الثغرات، وليس تحويل الأزمات إلى دعاية انتخابية.

أزمة البوتاجاز مثال على ما نعانى منه، يؤكد أننا أمام «أحزاب أنابيب»، لم تتجاوز حالة التصارع فى الهامش، ولا تنشغل بالتفكير فى المشكلات ومناقشتها وحلها من المنبع، وهو أحد ألغاز السياسة، أحزاب كثيرة وقعقعة بلا طحن.

وكما هو معروف، لا يمكن الحديث عن ديمقراطية لا تستطيع توفير الضروريات للمواطن، من طعام ومسكن وعلاج وتعليم، وأنبوبة البوتاجاز، والأنبوبة تقدم ردا على من يشغلون أنفسهم ويشغلون الناس بجدل عقيم وقضايا تافهة، بينما عليهم أن يفكروا فى سياسة توفر للناس الخدمات والأنابيب، وهذا هو الفرق بين أحزاب السياسة وأحزاب الأنابيب.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

Mohamed Mahmoud EL Kadi

الحقد عمي أبصرهم

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري مش فاهم حاجة

ماذا تتوقع من محلس هووووولز واعضاء مثل البلكيمي والترامادول ومنع تدريس اللغة الاجنبية وغلق

عدد الردود 0

بواسطة:

توك توك وتوك شو

التوك شو ولا الشارع

عدد الردود 0

بواسطة:

صالح

يارقم 1 انبوبة

عدد الردود 0

بواسطة:

صالح

حقد ايه ياراجل دي انبوبة

عدد الردود 0

بواسطة:

سمير

موضوع مهم

عدد الردود 0

بواسطة:

mazen

وإنما الامم الانابيب ما بقيت، فإن هم ذهبت انابيبهم ،ذهبوا .

تحياتى .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة