سعيد الشحات

النائب والتلميذة

الأحد، 18 مارس 2012 07:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
النهوض بالعملية التعليمية ليس مسؤولية الجهات الرسمية وفقط، وإنما مسؤولية شعبية، تشمل تعلم السلوك الحسن لأبنائنا فى المدارس خاصة فى مراحل التعليم الأولى الابتدائية والإعدادية، ولا يتم ذلك بالتلقين وإنما باكتساب التلميذ الصغير السلوك القويم من الكبير، بدءا من الأب فى بيته، ومرورا بالمدرس والناظر فى مدرسته، وانتهاء برموز المجتمع الذين يشاهدهم هؤلاء الصغار عبر شاشات الفضائيات، يتحدثون فى كل شىء، ويشمل هؤلاء نوابنا البرلمانيين الذين حصلوا على أصوات ناخبيهم .

أذكر هذا المدخل كمقدمة لقصة حدثت نهاية الأسبوع الماضى فى المدرسة الإعدادية فى قريتى «كوم الآطرون، مركز طوخ، محافظة القليوبية»، بدأت بحفل نظمته المدرسة لتسليم جوائز للمتفوقين، وكان نائب الدائرة من حزب النور، وهو شاب يتمتع بالأخلاق الطيبة والسمعة الحسنة، وباعتباره «نائبا»، أى رمزا سياسيا وشعبيا، قام بتوزيع الجوائز على المتفوقين من تلاميذ الإعدادى، ولنلاحظ الحلقة العمرية لهم حتى نحكم على ما حدث .

كان لتلميذة فى الصف الأول الإعدادى حظ التفوق وهى من الأوائل فى المدرسة، ولما صعدت لتسلم جائزتها من النائب المحترم، مدت يدها لتسلم عليه، فكانت المفاجأة منه امتناعه عن مد يده للسلام عليها، وبدلا من أن تكتمل فرحة التلميذة بتفوقها وتكريمها أمام جموع الحاضرين، كان إحراجها وحزنها هو سيد الموقف بسبب هذا التصرف الذى لم يسبق له مثيل فى تاريخ المدرسة، ولأن التلميذة مازالت فى مرحلة الطفولة، فقد تعجب الحاضرون، وتأثروا لإحراج التلميذة الصغيرة، بالرغم من تبرير النائب تصرفه بأنه لا يسلم على السيدات، طبقا لوجهة نظر دينية يرى من خلالها حرمانية سلام الرجل على المرأة، وهكذا قام بإدخال هذه التلميذة «الطفلة» فى زمرة السيدات.

وبدلا من أن يترك النائب أثرا للبهجة فى نفوس الطلاب وأولياء أمورهم، أدخل جدلا بين طاقم العمل فى المدرسة حول ما إذا كان هذا النوع من السلام حلالا أم حراما؟، وقد يرى البعض أن هذا السلوك هو من الحريات الفردية، التى لا يجب أن نتوقف عندها، ولا نخلق منها مشكلة دون داع، لكن بتأملها وأثرها سنتأكد أنها ليست كذلك.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة