هل فشلت الثورة فى تطهير كراسى السلطة فى مؤسسات مصر المختلفة من فيروسات عشق التلاعب بالكيانات الناجحة، والسعى لتحقيق أقصى استغلال غير طيب لها حتى ولو كانت النتيجة تدميرها؟
ما يحدث مع «نجوم إف إم» المحطة الإذاعية الخاصة التى استطاعت فى 10 سنوات أن تغير شكل الخريطة الإذاعية فى وطن كان الراديو فيه قاب قوسين أو أدنى من الدخول إلى المتاحف وكتب التاريخ لسببين.. الأول اتجاه كل استثمارات الميديا نحو الإعلام المرئى، والثانى بطء تطور واستيعاب المحطات الإذاعية المصرية التابعة لماسبيرو لدرجة أصبحت فيها الإذاعة المصرية بالنسبة للمصريين مجرد ماتش كورة على الشباب والرياضة، وأغنية لأم كلثوم على إذاعة الأغانى.
ملخص الأمر أن «نجوم إف إم» نجحت بشبابها وبناتها أن تعيد الأذن المصرية إلى مكانها الطبيعى بجوار سماعة الراديو وأن تصنع التطور الإذاعى الذى فشل ماسبيرو بكل إمكانياته فى تحقيقه، ولكن كما هى العادة فى بلد اعتاد أن يصنع الكثير من المطبات العشوائية فى طريق أهل النجاح، قرر السادة المسؤولون فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون معاقبة صناع «نجوم إف إم» على نجاحهم وتهديدهم بعدم تجديد الرخصة التى تنتهى فى أبريل القادم، كنت أتصور أن ثورة 25 يناير ستحل هذا اللغز السخيف الخاص بصعوبة أو استحالة منح القطاع الخاص ترددات إذاعية، وكنت أتخيل أن باب الحرية الذى فتحته الثورة للعديد من الفضائيات سيدخل منه إلى الفضاء الإعلامى محطة إذاعية أو أكثر، ولكن يبدو أن الثورة لم تطرق بعد على باب المسؤولين عن الإعلام المصرى، ويبدو أن فكرة التغيير لم تزر بعد تلك العقول الصدئة التى اختارت أن تدمر محطة إذاعة ناجحة بدلا من أن تفتح الباب لظهور العشرات من المحطات الأخرى لتحصل مصر على منافسة شريفة ينتج عنها خدمة إذاعية متميزة يستحقها المواطن المصرى الذى كان منذ عشرات السنين ضمن البشر الأوائل الذين عرفوا الإذاعة.
لا أحد يعرف بالضبط ما الذى يريده اتحاد الإذاعة والتليفزيون من شركة النيل للبث الإذاعى المالكة لمحطتى «نجوم إف إم» و«نايل إف إم»..
الشركة التى أرادت أن تجدد الترخيص الذى ينتهى فى أبريل القادم تستند إلى ما قدمته إعلاميا فى السنوات العشر الماضية وهو تاريخ مشرف على المستوى المحلى والعربى وناجح استثماريا وخال من الأخطاء والكوارث الكبيرة، وبناء عليه كان لابد أن يتم أمر التجديد فى سهولة ويسر، غير أن السادة فى اتحاد الإذاعة كان لهم رأى آخر وشروط جديدة أغلبها غامض ومريب.
العديد من الروائح غير الطيبة يمكنك أن تشمها فى لعبة المماطلة التى يمارسها الاتحاد مع شركة النيل، وهى روائح تنبعث من رغبة فى إثارة المشاكل حول المحطة الإذاعية الأنجح لصرف الناس والمعلنين عنها لصالح المحطات الإذاعية التابعة للاتحاد سواء بشكل كامل أو عبر شراكات أكبر مع إدارات أخرى.
الانتقام من نجاح «نجوم إف إم» يبدو السبب الأكثر وضوحا لما يفعله اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذى يخرب بمراوغته فى تجديد رخصة التردد منازل أكثر من 300 موهوب وموظف مجتهد نجحوا فى أن يصعدوا بمحطة ولدت فى 2001 إلى رأس قائمة المحطات الإذاعية فى مصر بعد 10 سنوات فقط، وهو أمر لا يعرف أى طعم للعدالة أو احترام الاستثمار خاصة إن كان تخريبا متعمدا لصالح آخرين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
لا تتوقع خيرا مما تملكه السلطه - مؤسسات الدوله جميعها تدار من اجل المافيا
حتى برامج محو الاميه المتخلفه الكوميديه
عدد الردود 0
بواسطة:
عماد عوض
شىء طبيعى
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
من السهل جدا معرفة افراد المافيا - فقط اعلان الذمه الماليه الان وقبل تسليم السلطه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال محمود احمد
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالصمد
وايه يعنى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد المصرى
لانها مملوكة لطاهر حلمى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد المصرى
ممكن حضرتك تقولى ازاى اخدو رخصة البث فى الوقت الى كانت ممنوعة على غيرهم
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed
مالك القناة طاهر حلمى
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري و خلاص
انت اكيد في مصر