سارة علام

أمى.. لن أكتب لكِ

الأربعاء، 21 مارس 2012 03:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمى.. لن أكتب لكِ اليوم رسالة تقليدية ككل هؤلاء الذين لا يتذكرون فضل الأمومة إلا بهدية تافهة يوم عيد الأم، لن أقول لك إنى أحبك لأنك تعلمين كم ارتبك دونك؟، وكم يضايقنى سرا خبأته عنك فى نفسى، وأنت من علمتنى أن السر هو ما حاك فى الصدر، وخفت أن يطلع عليه الناس، فصرت كما أردت لى دائما بلا سر يخيفنى أو أخشى عليه من الناس.

لن أزيد أو أزايد، فأذكرك كيف أجبرتنى طفلة على القراءة يوم كنت تتركيننى متلهفة بعد أن تقصى بحنانك أوائل الحكاية وتتركينى لأكملها، وسأحتفظ لنفسى أيضا بقصتى مع مكتبتك الكبيرة التى تعلمت فيها الأدب، وعرفت الشعر، فأصابتنى لعنتهما مبكرا حتى امتهنت الكتابة للصحافة، وما زالت أبحث عن طريقى فى الأدب.

سأبقى أيام طفولتى فى خزانة أسرارى فلا أخبر أحداً، كيف كنت تعنفينى وأخى إذا رفعنا أصواتنا فى وجه كبير، أو تخلفنا عن مساعدة محتاج، حتى صار صوتك فى أذنى رسائل تنبيه إذا صدر منى عكس ذلك، ولن أتحدث عن أيام وحدتك وخوفك كأى زوجة ترك لها زوجها مهمة تربية طفلين بعدما انشغل عنهما برزقهما فى بلاد النفط، وماذا فعلت لكى يكون ونكون وتكونى بنا نموذجا لا يكفيه مقالا باهتا كهذا لا يفى حق لحظة واحدة من لحظات كفاحك ودأبك.

لن أطيل عليك فى الحكى، وأنا التى كلما تذكرتك يئست أن أصبح ولو بعض منك فاكتفيت بكتابتك نموذجا عصيا على الكلام والسرد واللغة، ليبقى الدعاء باسمك وترتيل ذكرياتك هى كل ما أستطيع أن أفعل فى حياة كنت لى سببا فيها.

كل عام وأنا أنعم بأمومتك.. كل عام وأنت لى أم ووطن ومثال لا يتكرر بعد أن خذلنى الوطن وخانتنى كل الأمثلة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة