براء الخطيب

عشان كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة

الأربعاء، 21 مارس 2012 10:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشيخ الكتاتنى، يا عينى على الشيخ الكتاتنى، خلاص قعد فى المجلس، ونسى كل حاجة، موش كده يا شيخ كتاتنى؟ فى يوم جمعة الغضب ما ضعفناش، ويوم موقعة الجمل ما انكسرناش، عارفين ليه علشان كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة: فى يوم جمعة الغضب وفى ميدان التحرير عندما ضربونا بقنابل الغاز يارفاقنا من الإخوان المسلمين والسلفيين هتفنا: «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية» وفى شارع باب اللوق عندما استبدلوا ضربنا بالرصاص المطاطى هتفنا: «قومى يا مصر وشوفى حالنا.. سرقوا منا مستقبلنا»، واشتد علينا ضرب قنابل الغاز والرصاص المطاطى فهتفنا «سلمية.. سلمية»، لكن الضرب اشتد بقسوة أشد، فلم نضعف ولم ننكسر، وهتفنا: «الشعب يريد إسقاط النظام»، لكن الضرب اشتد بقسوة أشد بطلقات الرصاص الحى والخرطوش، فلم نضعف ولم ننكسر وهتفنا: «ثورة ثورة شعبية ..مصر طالعة للحرية»، كنا معا نحن وأنتم الإخوان المسلمين والسلفيين، ولم نضعف ولم نستسلم ولم ننكسر، عشان كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة، هذه اللحظة أفرش لكم ثوبى ونتعاتب.. نتعاتب دون شتائم وبدون ضجيج، كنتم معنا وكنا معكم، قالوا لنا إنكم قبل أن تأتوا لميدان التحرير كنتم قد اتفقتم مع «عمر سليمان» على اقتسام اللقمة، فقلنا لهم يكفينا أن تكونوا معنا فى هذه اللحظة لنسقط الذليل، ودولة اللصوص، وبعدها يكون لكل حادثة حديث، فى يوم جمعة الغضب كان منكم الصحفى «هانى صلاح»، تعانقنا وسط الجميع، وتحت قنابل الغاز والرصاص المطاطى، تصافحنا وهتفنا معا: «الشعب يريد إسقاط النظام»، وكان من السلفيين الدكتور «خالد»، والشيخ «يوسف»، يحملانى فوق أكتافهما لنهتف جميعا فى وجه الذليل: «عشان الظلم والجبروت ..موش ها نصلى عليك لما تموت»، كنا يومها معا، عارفين ليه علشان كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة، وفى يوم الأربعاء الدامى كنا معا، الشيخ «مصباح نور» السلفى، و«يوسف جاد» الإخوانى، و«سامح سمير»، و«مصطفى الفقير»، و«محمد محسن» مطرب الثورة، كنا معا ينهمر فوقنا رصاص القناصة، الذين اعتلوا كوبرى أكتوبر، ويسقط منا الشهداء، ويقبض الشباب على أحد القتلة يحاول الهرب فى سيارة الإسعاف، وعندما أنزلوه من سيارة الإسعاف ضربته بعصا كانت فى يدى، ويمنعنى «محمد محسن» عن ضربه فوق رأسه وينبهنى «إحنا ثورة سلمية» كنا – ومازلنا- ثورة سلمية، لا نقتل من قتل شبابنا، كنا معا: عشرات الآلاف منكم ومئات الآلاف منا، وكنا نهتف: «بلغوه وقولوله.. إرحل إرحل يا خسيس.. إنت خلاص مابقيتش رئيس»، كنتم معنا وشهدنا لكم، وكتبنا هنا فى «اليوم السابع» بالحرف الواحد: «لولا دفاع شباب الإخوان عن الميدان يوم الأربعاء الدامى لذُبِح الجميع»، لكنهم قالوا لنا بعد ذلك، إنكم سوف تنسحبون وتتركونا لنواجه أمن الذليل وحدنا، لأنكم تسعون إلى الحكم، وكذبناهم.. لكن حدث ما حذّرونا منه، فلماذا تركتونا وحدنا؟ نحن لسنا ضد أن تحكمونا، ولسنا ضد أن تنفردوا بمجلس الشعب، لكن كنا ننتظر منكم تحقيق «عيش .. حرية.. عدالة اجتماعية»، دولة مدنية، فأين ما اتفقنا عليه؟ أين حقوق الشهداء؟ أين محاكمة الذليل المخلوع ورؤوس دولة الفساد؟ أين القصاص من القتلة فى مجزرة بورسعيد؟ نتعاتب الآن بلا شتائم وبدون ضجيج، لأننا دافعنا سويا عن هذا الوطن، هذا الوطن المتألم، كنا معا نحميه من خيول الفجيعة، وإبل القتل السافر، فهل كان وهما؟ هل كل ما حصلنا عليه هو خفى حنين؟ تعرفون ونعرف أن ريح الثورة تسكن القلوب، وأوراق الشجر، وتصبح بلادا تغمر الأرواح بجمر الصمود، فعودوا لنا لنعود للوطن كما كنا، لأننا عمرنا ما ضعفنا، عمرنا ما انكسرنا، عارفين ليه.. علشان كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة