وائل السمرى

عيدك يا أم

الخميس، 22 مارس 2012 07:48 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لمسة يدها دواء وشفاء، نظرة عينيها رحمة وستر وغطاء، ابتسامة رضاها وعد بالاطمئنان فى الدنيا والآخرة، ضمة صدرها خير من الدنيا وما فيها، فى قلبها رحابة، وفى عتابها محبة، وعلى جبينها فيض من رحمة الرحمن، هى يد الله الحانية على الملكوت، تنطق فستمع الملائكة، تطلب فتجاب، وتبكى.. فترق لها السماوات والأرض، إن أردت أن تعرف كيف يكون الخالق رحيما بعباده، فاحص عدد الأمهات فى العالم لتعلم أنه عادل وغفور وبعباده رفيق.

يعرف الرحمن أننا ضعفاء، وحيدون فى هذا العالم الكبير القاسى، نخاف من المجهول، ونخاف من المعلوم، ونخاف من أن نخاف فلا نجد من يبدد مخاوفنا، يعرف الرحمن أننا صغار، نحتاج للكبير ليعبر بنا إلى الأمان والسلام والمحبة والنماء، نحتاج إلى من يضمنا برفق، ويعلمنا بحب، ويهدهدنا برقة، ويزيح عنا المتاعب إن أثقلت كاهلنا.

يعرف الرحمن حالنا وتركيبتنا واحتياجاتنا وهفواتنا وزلاتنا وآلامنا، لذا خلق الرحمن الأم. من روحه خلقنا، وبأنفاسه حرسها، وبيده أعانها، وفى قلبها أودع رسالته الأبدية، رسالة الحب والعطاء والتفانى فى إحياء العالم واستمراره، فالأمهات آيات الله على الأرض الطيبة، وفى عيونهن قبس من نور إلهى شفيف، لولاه لأعتمت الدنيا، ولغرقنا فى ظلام القسوة والعنت الأبدى، فهنيئا لك يا أم برسالتك التى تؤدينها على أكمل وجه، وهنيئا لنا بك فى كل حين.

فى يوم عيدك يا أم نهدى إليك ابتسامتنا المطمئنة وأنت سبب أسبابها، وأنت من زرعتها فى العيون الهادئة والقلوب الآمنة، لا الهدايا تقدر على أن توفى دينا علينا لعيونك، ولا الاحتفال بعيدك فى يوم واحد يكفى لنعبر لك عنا فرحنا بك وامتناننا لك، كل يوم فى حضنك هو العيد، وحزين من اختبره الله بفراقك حتى وإن اجتمعت لديه كل أسباب الفرح، فلا فرح بلا اطمئنان، ولا اطمئنان بغير أم.

ندعوك يا رب العالمين أن تحفظ أمهاتنا من كل شر، فقد اختبرتهن وحملتهن الأمانة، فحملننها طوعا وحبا وسلاما، فاجزهن على تحملهن الأمانة راضيات مسرورات شاكرات حامدات، واجزهن على آلامهن الكثيرة، على جوعهن لنشبع، وعلى حزنهن لنفرح، وعلى صبرهن لنكبر ونعمر العالم الذى خلقتنا من أجله، وأستوصيك خيرا يا رب بأمهات شهدائنا الأبرار، فهن اللاتى يتلقين الطعنة تلو الطعنة، ولكنهن صابرات على ابتلائك راضيات بقدرك.

أيتها الأم الحنونة العطوفة الطيبة العطرة، أيتها الأم الصابرة المثابرة النقية المستبشرة، أيتها الأم الحانية التحنانة الرءوفة الرحيمة، أيتها الأم الوفية التقية الرحيمة العظيمة، نعرف أننا نخطئ فى حقك ونصيب، ونعرف أنك لا تغضبين منا إن أخطأنا، ولا تندهشين إن أصبنا، ونعرف أنك أول ابتسامة وآخر دمعة، ونعرف أنك أصل شجرتنا وآخر من يدلنا على أنفسنا فى هذا الكون الواسع، فلا تحرمينا من جميل دعائك فمازلنا نتوضأ به صباح مساء، وتقبلى قبلتنا على جبينك فى يوم عيدك يا أم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة