محمد الدسوقى رشدى

أغنية القضاء الشامخ

السبت، 24 مارس 2012 07:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتعجب كثيرا وربما أنت مثلى من تلك «الخضة» التى أصابت البعض بسبب ما يحدث داخل الحقل القضائى من اتهامات ومناوشات اعتدنا أن نراها فقط فى أسواق الثلاثاء وفوق «مصاطب» الأرياف..

هى السنوات الكاذبة الماضية التى كانوا يعزفون لنا فيها أغنية القضاء الشامخ والمستقل، الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه وخلفه، السبب فى تلك «الخضة» التى أصابت بعضنا من حال القضاء ومن مستوى الحوار الدائر بين الفرقاء المختلفين حول قانون السلطة القضائية ومن المستشار عبدالمعز إبراهيم وأفعاله.

وضعوا هالة الملائكة حول منصة القضاء وأخبرونا أنها مقدسة لا يجوز نقدها أو حتى إدارة حوار حول تطهيرها أو مستقبلها حتى فوجئنا بأن منصة القضاء مثلها مثل منصة السلطة التنفيذية تعانى من نفس الشروخ والفساد، والغريب أن ترى البعض بعد كل ما كشفته الثورة والشهور الماضية من ارتباك وعيوب قضائية، مصرا على أن يروج لنفس النغمة الطائشة قضاء مصر الشامخ الملائكى الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه، بل بجرأة يحسدون عليها يؤكدون أن أمل مصر فى رئيس من داخل المؤسسة القضائية، وطارت أخبار من داخل الأحزاب والجماعات أن البحث جار عن رئيس لمصر يحمل لقب مستشار على اعتبار أنه سيكون الرئيس التوافقى والأصلح للمرحلة القادمة، وهى رؤية مضحكة لأن أصحابها يريدون أن يأتوا إلى كرسى الرئيس برجل من داخل السلك القضائى الذى يرى أغلب العاملون فيه أن توريث أبنائهم المناصب القضائية حق أصيل، وكأن الثورة التى اشتعلت فى 25 يناير لم تنفجر بسبب خطة توريث مبارك لابنه.

انتخابات نادى القضاة وما يحدث مع عبدالمعز إبراهيم وما تتعرض له اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة من انتقادات أمر التركيز معه ودراسته مهم لأنه لا يعقل أن تضرب ثورة تغيير فى ربوع الوطن بينما عدد من قضاة مصر مازال مقتنعا ومؤمنا بأن أبناء المستشارين من «عجينة وطينة تانية» أرقى وأنظف من الطينة التى خلق الله منها بقية المصريين!! هل يعقل أن تشتعل ثورة من أجل إرساء قيم العدل والمساواة وتكافؤ الفرص، بينما يخرج رئيس نادى قضاة مصر متحديا كل تلك القيم معلنا دون خوف أن أبناء القضاة أولى من غيرهم بمنصة العدل؟! ويصف كل من أثار موضوع تعيين أبناء المستشارين بأنه حاقد.

هل يعقل أن ينتفض قضاة مصر لأن البعض قال بوجود الفساد داخل مؤسسة العدالة وكأنهم يمتلكون نورانية ملائكة السماء أو معصومية الأنبياء؟! كل منا يملك حدوتة عن فساد مستشار هنا أو سلوك مستشار هناك لا يليق بمنصبه، حواديت تثبت أن بعضا ممن يجلسون على منصة القضاء فى مصر لم يستديروا برؤوسهم يوما ما ليقرأوا تلك اللوحة التى تتصدر الحائط وتخبرهم بأنهم إذا حكموا بين الناس فليحكموا بالعدل، أو ربما قرأوها حين غفلة، ولكنهم لم يدركوا معنى كلمة العدل، أو لم يلتقوا بها مسبقا فى تفاصيل حياتهم العادية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة