سليمان شفيق

جيفارا المصرى

الأربعاء، 28 مارس 2012 10:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أغسطس 1979، وفى أحد مواقع حركة فتح بقرية دير قانون النهر بجنوب لبنان، تعرفت إليه وكنت بصحبة شهيدين: المقاتل الشيعى الشيوعى الذى استشهد برصاص حزب الله فيما بعد «عفيف عز الدين»، والشهيد الثانى القائد العسكرى «بلال» قائد القطاع الأوسط للمقاومة الفلسطينية للجنوب والذى استشهد فى الاجتياح الإسرائيلى 1982.

فارسنا ناعم الشعر، ذو نظارة طبية، جرباندية، وسماعة وكلاشينكوف، انفرجت أساريرة حينما علم بأننى مصرى، ومن خلال ابتسامته الحانية ودفء أحضانه عرفت منه فى لقاءات كثيرة عظمة هذا الجيل، جيل رؤوف نظمى «محجوب عمر»، ذلك القبطى المسيحى، جيفارا المصرى، الطبيب المقاتل.

ربما لا يعلم كثير من الشباب المصريين أن هناك كوكبة من المصريين ساهمت فى تأسيس «فتح»، وفى مقدمتهم 3 صحفيين يساريين، مصطفى الحسينى، الذى رحل عن عالمنا منذ شهر تقريبًا، وكنت قد كتبت مقالاً بموقع اليوم السابع عن البطل الحسينى ودوره، ليس فقط فى تأسيس حركة فتح، ولكن فى إعادة هيكلة الحركة بعد الخروج من الأردن والتمركز فى لبنان، وثانيهم القائد العسكرى ومستشار ياسر عرفات «فاروق القاضى» الملقب بأحمد الأزهرى «أطال الله عمره».

أما ثالث أضلاع مثلثنا المصرى الفلسطينى فهو البطل رؤوف نظمى، بعد خروجه من معتقلات عبدالناصر للشيوعيين، هاجر جيفارا المصرى إلى الجزائر وحارب جنبًا إلى جنب مع أبطال الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الاستيطانى الفرنسى.

وبعد أن استقلت الجزائر لم يلق فارسنا بندقية المقاتل أو سماعة الطبيب، بل اتجه مباشرة إلى غور الأردن وتعرف إلى القائد الفلسطينى خليل الوزير «أبوجهاد»، وساهم فى تأسيس حركة فتح، خاصة القطاع الغربى المسؤول عن العمليات الفدائية فى الداخل، وحينما قام الملك الراحل حسين بطرد المقاومة الفلسطينية حمل رؤوف نظمى القضية ورحل نحو جنوب لبنان، وسيذكر التاريخ العديد من العمليات الفدائية التى أشرف عليها «محجوب عمر».

وفى عام 1982، وبعد أن اجتاحت إسرائيل لبنان ورحلت المقاومة الفلسطينية إلى تونس ذهب فارسنا إلى هناك حتى 1987، حيث قاده الحنين للعودة إلى الوطن الأم مصر ليواصل نضاله، ولكن من خلال مركز الأبحاث الذى خصصه للدفاع عن القضية الفلسطينية.

ليست مصادفة أن يرحل المقاتل القبطى رؤوف نظمى فى ذات الأسبوع الذى رحل فيه الضابط الاحتياط والمقاتل فى حرب 1948 نظير جيد «البابا شنودة»، وكلاهما دافع عن القضية الفلسطينية أكثر من الذين رفضوا الوقوف حدادًا على البابا من أبناء الفكر البلكيمى الذين لا يملون من الهجوم على الأقباط المصريين!!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة