وائل السمرى

المرشد هامان وعصا الإعلام

السبت، 31 مارس 2012 08:27 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتبه أنت الآن أمام إرهاب من نوع جديد، إقصاء يصدر من أعلى المنابع الإخوانية، تضليل متعمد وتعمية على ممارسات حزب الحرية والعدالة «الحذاء السياسى» للإخوان المسلمين، شوشرة يبدأها المرشد العام ليلوكها كل من هم دونه، اتهامات بالجملة وتكفير علنى صريح، فلم يكتف فضيلة المرشد «محمد بديع» باتهام وسائل الإعلام بالكفر فحسب، وإنما جعلها كافرة ومضللة أيضا، وتلك هى السياسة الجديدة التى تتبعها الجماعة، فبعد أن استولوا على مقاعد البرلمان بالتضليل جاء الآن الوقت لمعركة الحرب على الحرية والديمقراطية، بعدما أيقنت الجماعة أن الصحافة الحرة هى السبيل الوحيد لإظهارها على حقيقتها، فسار المرشد على مبدأ «اللى فيها تجيبه فيك» واتهم الإعلاميون بما ليس فيهم سيرا على عادة الحزب الوطنى فى الإساءة للصحافة التى كانت تكشف مساوئه، وتفضح عوراته، وتبشر بالخلاص منه، لنتأكد فعلا من أننا استبدلنا السئ بأسوأ.

كفى سيادة المرشد نفسه عناء الإجابة عن الأسئلة المحرجة التى يوجهها له الشارع، واكتفى بشتم وسائل الإعلام، لم يتكلم حول علاقة جماعته بصفقة التمويل الأجنبى، وحقيقة ما يقال عن إنهم اتفقوا مع الأمريكان على توليه رئيس منهم وكإثبات لحسن النوايا تعاونوا على الإثم والعدوان على السيادة المصرية ورموا بالقضاء المصرى إلى أسفل سافلين، وشتم الإعلام، وتناسى وعوده للناس بأن البرلمان هو الاستقرار والانتخابات هى الحل والمنجى، وحصل على أصواتهم بجزرة الاستقرار حاصدا مئات المقاعد فى البرلمان ولم يعط لهم استقرارا ولا ازدهارا ولا يحزنون، تناسى سبه للثوار واتهام جماعته لهم بأنهم فوضويون مخربون «فانديتيون» وقيامه بدور هامان للمجلس العسكرى سيرا على سيرة هامان فرعون الذى كان يزين له الباطل ويعينه عليه، وبدلا من أن يرتدع ويعلم أن الوقوف أمام الحق سبة، وعدم الإذعان له عيب، هاجم الإعلام بكل ما أوتى من ضلال، لعلمه أن الإعلام هو «عصا موسى» التى تأكل ثعابين الضلالات الإخوانية ولا تسمح لها بسحر أعين الناس.

كل هذا فى جانب وتصريحات سيادة الأستاذ نقيب الصحفيين فى جانب آخر، إذ اعتبر سيادته إن اتهامات المرشد المكفرة للإعلاميين «حرية رأى» يا حلاوة، ولم يجد فى عروقه من الدماء التى تنتفض لكرامة المهنة وشرفها فاكتفى بمعاتبة سيادة المرشد عتاب الأحبة، بدلا من أن يجبره على الاعتذار، وحسن فعل نقيبنا الهمام بعدم التصدى لهامان الجديد، لنعلم نحن الصحفيين أى ذنب ارتكبناه بانتخاب المجاهيل الذين لا يعرف أحد عن تاريخهم شيئا.

يا فضيلة المرشد، إذا كنا سحرة فرعون فأنت الثعبان الذى ألقيناه لأننا أول من استضافك ودافع عنك واعترف بك ومنحك صفحات فى الجرائد وخصص لك مندوبين يتابعونك وينشرون أخبارك، وإذا كان الشيطان هو من يوحى إلينا فأنت الوسوسة الرجيمة التى سقطت على أذاننا فبشرنا بها واحتفينا، وصافحناها وسلمنا، وإن كان كلامنا الآن لا يروق لك فهذه طبائع الأيام لأن كلامنا أيضا لم يكن ليروق للمستبدين وأشهرهم مبارك وابنه وزبانيته، وإن كان تشبيهك بالحزب الوطنى يسوءك، فاعلم عزيزى المرشد أنك أسوأ من الحزب الوطنى بمئات المرات، فعلى الأقل كان الحزب الوطنى يفعل ما يفعله دون أن يلوث ديننا بمساوئه، ولم يكن الحزب الوطنى ليتجرأ على أن يرمينا بالكفر، أما أنت فقد كفرت الإعلام ورميته بالباطل بدلا من أن تعالج أفكارك السقيمة وسلوكياتك السياسية المعيبة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة