الكثير منا يدعى زورًا وبهتانًا حبه للوطن، فلكل ادعاء أدلة وثوابت وبراهين، فعلى من يدعى شيئا أن يثبت حقيقة كلامه، لاسيما وإن كان الأمر يتعلق بحب الوطن، فالحبُ عطاءٌ والحبُ خوفٌ والحبُ طموحٌ للمحب؟
أداءٌ بائسٌ وتصرفٌ يبدو أحمق، فبعد أن أقامت الحكومة المصرية الدنيا ولم تقعدها وقول الجنزورى الشهير "مصر لن تركع" دفاعا عن الوطن وحبا فى الوطن ضد الغزاة متمثلين فى منظمات مدعومة بتمويل ملوث، والتى تريد هدم الدولة - بعد هذا سمحت لهم بالخروج الآمن، هذا حب بالقول لم يصدقه العمل.
كلنا يعرف أن الحب هو إرضاء من تحب والخوف على من تحب، حتى لو كلفك ذلك مالك ودمك هكذا الحب وهكذا أحب. وإلا.. فلمَ قال النبى محمد صلى الله عليه وسلم "من مات دون عرضه فهو شهيد"؟
لم أتوقع أبدا أن حب الوطن مصر العظيمة، أصبح كلاما فى كلام، فكيف نُهان فنعفو، ونُخان فنصفح، ويُدبر لنا بليل، فنعمل مش واخدين بالنا، ونضرب على قفانا ونعمل "عُبط".
لماذا نقبل الدَنيّة فى وطننا، تُفعَلُ بنا الأفاعيل، وتهدر كرامتنا، ويسجن أولادنا وإخواننا وشيوخنا، ولا حياة لمن تنادى.
من يحب الوطن لا ينبغى عليه أن يسىء إليه، ويرضخ لضغوط خارجية تتسبب فى عار لوطنه، من يحب الوطن لا يتسبب فى فضيحته أمام العالم بأثره، باتخاذ قرارات منفردة فى العتمة، ليرضى من لا يتمنى وجوده وبقائه أصلا.
من يحب الوطن لا يساعد خائنيه، بل ويدعمهم بطائرة لتأمينهم لخارج البلاد، ويتدخل تدخلا سافرا فى أعمال ليست من اختصاصاته ولم تنته منها بعد السلطة القضائية من البت فيها.
من يحب الوطن لا يعصف بالسلطة القضائية التى تعمل على تحقيق العدالة، ولا يفقد الشعب ثقته بالقضاء ونزاهته وسمعته.
من يحب الوطن لا يهدد استقلاليته، ويتهاون بل ويضيع دم شهداء ضحوا وأريقت دماؤهم فى سبيل رفعته بتمويل أجنبى ملوث دخل البلاد للمساعدة فى قتلهم.
حب الوطن بصدق أن تموت فى سبيله، أن ترفع رايته على جسدك، لا أن تتخاذل وتهان وترضى وتسكت و"تطبطب" على من أنت على يقين بأنه يكرهك ويريد تدميرك.. فلنحب أذاً الوطن بالعمل الصادق لا بالكلام.
أموت أموت وتحيا مصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة