يحتاج حزب النور إلى مراجعة مهمة لأجندته السياسية، وممارسة نوابه تحت قبة البرلمان، وقضية النائب أنور البلكيمى كاشفة لضرورة هذا المطلب.
قد تسمع ردودًا من قبيل أن ما فعله «البلكيمى»، تضخمه وسائل الإعلام، وقد تسمع آراء بأن سلوك النائب هو سلوك شخصى، حين ادعى أن بلطجية اعتدوا عليه وكسروا أنفه ثم استولوا على مائة ألف جنيه، وبعد سجال تكشفت الحقيقة بأنه أجرى عملية تجميل فى أنفه، وأن الادعاء باعتداء بلطجية عليه سيناريو أعده سلفًا للتغطية على عملية التجميل.
اعتراف «البلكيمى» بخدعته لن يستقبله الرأى العام بوصفه سلوكًا فرديّا، فلم ينتخبه الناس كفرد، وإنما انتخبوه بوصفه معبرًا عن حزب طرح برنامجًا ووعد الناس بالعمل على تنفيذه، ومع وضع سلوكه فى حزمة واحدة تجمع أداء زملائه من كتلته البرلمانية، سيصل الناس إلى نتيجة قد تسحب من الرصيد ولا تضيف إليه.
أداء نواب حزب النور لم ينفذ بعد إلى قلب المواجع التى تعيشها مصر، وإنما شاهدنا منهم من يطالب بإلغاء تدريس اللغة الإنجليزية، وشاهدنا منهم من يطالب بوضع رقابة على الإعلام، وشاهدنا الحزب يستنفر قواه من أجل قضية إطلاق لحى ضباط الشرطة، ويدفع نوابه إلى تبنى أمرها فى طلبات إحاطة، وشاهدنا لجنة التعليم فى مجلس الشعب لا تبحث فى الأسباب التى أدت إلى انتكاسة العملية التعليمية، بل تتحدث أكثر فى كيفية ضبط جدول اليوم الدراسى على أن يقوم الطلاب بأداء صلاة الظهر فى وقتها.
هذا الأداء يحتاج إلى مراجعة، فحسن النوايا - هم أصحاب نية حسنة - وحده لا يقود إلى الطريق الصحيح، وصحيح أن الحزب أقدم على إجراء طيب تمثل فى فصل البلكيمى، لكن قضيته كاشفة فى ضرورة أن تكون هناك مراجعة شاملة لمجمل أداء الحزب. ينظر الناخب إلى الهيئة العامة للقوى السياسية من خلال النظرة إلى الهيئة العامة لمن يعبرون عنها، والتى تشمل سلوكهم، ومقدار التغيرات التى تطرأ عليهم بعد أن يتدرجوا سياسيّا فى مناصبهم، ويرصد الناخب نائبه فى مدى مصداقيته وقدرته على تنفيذ ما وعد به جماهيره، وتلك جوانب تشمل حزب النور وغيره ومن ينسى ذلك فلن تتجدد الثقة فيه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة