يحمل هذا العنوان حكمة المصريين التى تجسدت فى أمثالهم الشعبية، حيث يتصور أحد السماسرة أنه أشطر من البائع، ويتفاوض معه، ويعقد الصفقة، ولكن دهاء البائع يغلب على شطارة السمسار الذى يظن أنه الشاطر فيخسر السمسار، ومن ثم جاء المثل الشعبى يقول «غلطة الشاطر بألف».
دار ذلك بمخيلتى وأنا أقرأ مانشيت «اليوم السابع» فى 3 مارس الجارى:
«من الأمريكان إلى الإخوان والمشير: شكرا على حسن تعاونكم»
وجاء بالخبر: «كشفت صحيفة نيويورك تايمز فى 2 مارس، أن الدبلوماسيين الأمريكيين اضطروا للاعتماد على دعم جماعة الإخوان المسلمين، إلى جانب التهديدات المبطنة المتعلقة بالقرض الذى تسعى مصر للحصول عليه من صندوق النقد، كما أكدت نيويورك تايمز أن مفاوضات تجرى حاليا بين الحكومة المصرية وصندوق النقد الدولى، ومؤسسات إقليمية أخرى للحصول على قروض بقيمة 10.8 دولار».
انتهى الخبر، ولكن الذى لم ينته هو الفضحية التى أعلنها أعضاء بارزون بمجلس الشيوخ الأمريكى، حيث أعربوا عن شكرهم وامتنانهم للدور البناء الذى قامت به جماعة الإخوان المسلمين وحزبهم فى حل قضية المتهمين الأمريكيين والإفراج عنهم وسفرهم، جاء ذلك فى بيان رسمى ووقع عليه السيناتور مكين، وليندسى جراهام، وجون هوفن، وريتشارد بلو منتال.
ولم يتوقف الأمر على ذلك البيان الرسمى الذى يرقى إلى حد القرار فى الأعراف البرلمانية الأمريكية، فمن يطالع الصحف الأمريكية مثل فورين بوليسى، وواشنطن بوست، وغيرها طوال الأسبوع الماضى، فيكتشف أن الرأى العام المصرى قد تم تضليله فى عملية خداع إعلامى كبرى لتمرير هذه الصفقة، حيث استغلت الأجهزة المعنية بالرأى العام بعض أذرعها الإعلامية والسياسية، فى الفترة من منتصف يناير وحتى تمرير الصفقة فى نهاية فبراير الماضى، والتى قد تشمل حسب توقعات بعض المحللين على الجانب الأمريكى الإفراج عن الشيخ عمر الرحمن خلال الأيام القليلة القادمة، مستغلين فى ذلك %80 من الفضائيات والصحف، حيث استضاف الإعلام المقروء أو المرئى أكثر من 120 ضيفا أو مصدرا للتحدث عن الكرامة الوطنية، ومن تعبئة الرأى واستخدامه إلى تكليف رجال القضاء بالقضية من أجل استخدامهم أيضا للضغط على الإدارة الأمريكية لتحقيق مكاسب بعينها.
لم تكن جماعة الإخوان المسلمين بعيدا عن الصفقة، حيث قابل خيرت الشاطر جون ماكين فى مكتبه بمدينة نصر بمفردهما، ومن المعروف أن مثل تلك اللقاءات يتم تسجيلها من الطرفين، ولكن الشاطر تصور أن لقاءات الأمريكان، وعقد الصفقات معهم شبيهة بصفقاته مع رجال النظام السابق، وأقربها صفقة الـ88 نائبا فى برلمان 2005، ولكن غلطة الشاطر بألف.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة