أياً كانت نتائج انتخابات الرئاسة فإنها لن تصل إلى بابا وماما.. أسطورة الأب الموحد للشعب المصرى التى بدأت مع بابا الفرعون.. انتهت أخيرا مع بابا حسنى.. إلا لو أصر البعض أن يغير أبوه كل 4 سنوات.. وقد لا يجوز لأن الأب من القدر ورئيس اليوم من صناديق الانتخاب، والقدر برئ من كافة الآباء الذين جاءوا بالتعيين والاستفتاء ولكنه الغباء أو الخوف أو الالتفاف على الاستبداد على أساس (أنه بابا)، الحمد لله إن أغلبنا تخلص من غريزة البنوة المستضعفة، تلك هى الحسنة الوحيدة التى حصلنا عليها بعد أن حولنا كل حسنات الثورة إلى سيئات..
وانظر جيدا لمكتسبات الثورة لتكتشف أنها مصروفات وأن الحرية جاءت عليك بخسارة بفرض أنها جاءت ولم ترن عليك (مسد كول)... فالثورة بلا رصيد لأنها بدأت بشحن مليونى وانتقلت إلى الشحن عليها.. وبعض الثوار شحنوا على المكشوف وأغلبهم اتشحن على المحاكم العسكرية أو ضاع فى مشاحنات مع البلطجية.. فأى ثورة تلك التى تشحن ثوارها إلى الحانوتى أو خلف القضبان، ولا فرق هنا بين كلمنى شكرنى وشغلنى شكرا و(طلعنى شكرا) فكلهم شحاتة، والثورة قامت للحصول على العدالة الاجتماعية والحرية فحصلت على موبايل صينى بخطين واحد للمجلس العسكرى وواحد للجماعات الإسلامية فلا تحاول الاتصال بنمرة (اعرف حظك) وابحث بسرعة عن هاتف (عذاب القبر).. كلمه عن مشاكلك وعذابك وضعف قدرتك الأمنية واطلب منه تغيير الشبكة لأنها منيلة بموبنيله ...أما لو كنت من المتفائلين فلا تتردد وجرب من سيربح المليون واسأله عن المليارات المنهوبة، فيرد عليك بتمويل الجمعيات الأهلية، فتسأله عن حقوقك، فيجيبك نعم هى جمعيات حقوقية.. فتقول له إن مبارك خائن لذا قامت الثورة، فيجيب نعم العملاء خونة لذا قامت الثورة.. ولا بد هنا أن تستعين بصديق وأقترح عليك مرشح محتمل للرئاسة ولو رشح عليك استعين بسباك أو تبت عليه أن نستعيد شرف تلك الثورة، وألا تعود المياه إلى مجاريها لأن مجاريها بالمصرى يعنى صرف صحى وعشنا عمر طويل نعتقد أن أمور الصرف من اختصاصات (بابا) لأنه رب البيت حتى اكتشفنا أنه بالدف ضاربنا وأن شيمة أهل البيت صارت هى الرقص.. وتوقفنا عن الرقص واستعنا بالرفض والرفس، وجاهدنا للحصول على برلمان للثورة فاكتشفنا أنه لا يفهم إلا فى ستر العورة ومنع (الخمرة) وتجريم الاختلاط، وكأنهم يحكمون شقة مشبوهة وليس دولة منهوبة، نحن فى حاجة لرئيس يفهم صح ويعدل بحزم فلا تجازفوا بأصواتكم ولا تتصوره قدرا فأنتم أدرى بشعابكم وأنتم المسئولون عن شعبكم والقادم لن يكون ولا بابا ولا حتى ماما.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة