أكرم القصاص

الدستور.. وزعماء اليوم الواحد

الجمعة، 09 مارس 2012 07:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال الشهور الماضية كانت المليونيات والدعوات إليها تتعدد بشكل أسبوعى، عمال على بطال، وبلا أى ضابط، شهدنا العديد من أيام «الجمعة».. تجمعات بلا هدف، ودعوات للعصيان والغضب. وكانت أيام الجمع تزدحم بالمظاهرات والمطالب، بما يشير إلى أن الشارع يمتلئ حيوية وروحا، حتى وإن كان يثير غضب البعض وانتقاداته. وما إن جاءت أيام الجد، اختفت تلك الدعاوى، ودخل النشطاء والسياسيون فى بيات سياسى. واكتفوا بأضعف النشاط. وبدا أنهم فقدوا حماسهم . مثل ملاكم بذل كل جهوده فى الجولات الأولى حتى إذا انتصفت المباراة.. كان قد أفرغ كل طاقته.

لقد بدأت مرحلة الدستور والانتخابات الرئاسية، واختفى الجدل من الشارع وانتقل إلى مساحات ضيقة فى العالم الافتراضى، الفيس بوك وتويتر، الذى بدا أنه اختصر فى حديث داخلى وذاتى. يفتقر إلى العمومية. بل إن قضية أنف البلكيمى أخذت من الجدل والاهتمام، أكثر مما أخذت قضية الدستور واللجنة التأسيسية.

هناك جدل عام داخل وخارج مجلس الشعب، وهو جدل لا يخص شخصا أو تيارا، أو جهة، وإنما يتعلق بالمستقبل وبسنوات قادمة، وشكل النظام وحقوق المواطنين وواجباتهم. والمشاركة فيها فرض عين، ودور السياسيين والمهتمين بالمستقبل، هو تعريف المواطنين بما يجرى، وماهى واجباتهم، وكيف يمكنهم فهم مايدور من حولهم. والفرق بين النظام البرلمانى والرئاسى والمختلط. ولماذا يجب أن تكون سلطات الرئيس والبرلمان والقضاء واضحة ومحددة. وأن يكون الفصل تاما وحاسما بين السلطات. ولماذا يجب أن تكون الجمعية التأسيسية ممثلة لكل المصريين.

لقد اختفى نجوم الدعاية من الصورة، وتوقفوا عن المشاركة، انشغلوا بكل ماهو هامشى وانتقامى و«استعراضى». وخفتت أصوات نواب الدعاية والإعلان والفرقعة البرلمانية، وهواة الاستقالات والفرقعات. فى الوقت الذى يجب فيه عليهم أن يشاركوا، لأنهم لايفضلون بذل جهد أكثر من مصافحة الكاميرات، وإلقاء الكلمات والخطب الصماء. وليست الأحزاب بأفضل حالا من نجوم المرحلة، فالأحزاب ليس لها خارطة طريق، وليس لها وجود، وتعمل على طريقة التلميذ البليد الذى يعمل قبل الامتحان. فهى أحزاب موسمية تعمل فقط للانتخابات، وحتى هذا.. فإنهم يعانون بلادة سياسية، ويعجزون حتى الآن عن تقديم خطاب سياسى، أو السعى لعمل طويل المدى أو الترتيب للمحليات.. لكنهم يحبون الشكوى، ويلومون الإخوان والسلفيين، ولا يلومون أنفسهم. السياسيون والأحزاب وزعماء اليوم الواحد، تفرغوا من السياسة قبل أن يمارسوها.

الدستور أخطر من أن يترك للهواة والمتربصين ومحترفى جمع الغنائم، ودولة القانون التى نريدها، لن تأتى بين يوم وليلة، تحتاج إلى أكثر من مجرد مصمصة الشفاه، والتكالب على الترشح. بل البحث عن خارطة طريق، والسعى والدعاية والتجنيد للأفكار. وعدم الاكتفاء بلوم الآخرين على فشل الفاشلين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة