فى زمن الحروب عادة ما تطالب الجيوش الحكومات المسؤولة فى بلادها بالدعم النفسى لجنودها، وذلك بوسائل عدة، وأكثر الوسائل المعروفة والمتداولة فى مثل هذه الظروف تكون عن طريق إرسال قوافل من الفنانين المشاهير المحبوبين للترفيه عن الجنود، وهناك عشرات، بل مئات، من الأمثلة لفنانى العالم الذين رفهوا عن جيوشهم قديمًا مثل ليلى مراد فى حرب فلسطين، ومارلين مونرو فى الحرب العالمية الثانية، وأم كلثوم أثناء حرب الاستنزاف، وحديثًا المطربة شيرل كول التى قامت بدور ترفيهى مهم لأفراد الجيش البريطانى فى أفغانستان، والجميلة سكارليت جوهانسبرج التى سافرت للخليج للترفيه عن جنود الجيش الأمريكى فى الخليج.
مئات، بل آلاف من الأمثلة توجد بين التاريخ والحاضر على دور الفنانين فى الترفيه عن الجنود فى أوقات الحروب، وقد يعتبره الكثيرون دورًا وطنيّا يضاف إلى أعمال هذا الفنان أو ذاك.. كده حلو.
ولكن أن تطالعنا مواقع الإنترنت بصور للمطربة مروى صاحبة أغنية «الصراحة راحة يا سيدى وانت ما بتعرفش» وهى تقف مزهوة تحمل شهادة تقدير صادرة من رابطة زوجات ضباط الشرطة تشكرها على مجهوداتها فى الترفيه عن ضباط الشرطة، وتهديها نسخة من القرآن الكريم، فهذا ليس حلوّا «خالص» بل هو الهزل والهبل بعينه، وفضيحة جديدة تضاف إلى ما نحياه من عصر الفضائح، حتى وإن أنكرت الداخلية علاقتها بذلك الحفل، لأن وجود رموز من قياداتها ومسؤولين من الحكومة فى هذا الحفل يبرز ويؤكد كذب ما ينفونه.
لو كانت الداخلية وضباطها وزوجاتهم يشعرون بأنهم فى حالة حرب فأنا أؤيدهم، لأنهم بالتأكيد يجب أن يشعروا بأنهم فى حرب مع الفساد الداخلى بينهم، والخارجى فى مجتمع طفح فجأة بلطجية ومساجين.
ولو كانت الداخلية وضباطها وزوجاتهم يشعرون بأنهم فى احتياج للترفيه بسبب تلك الحرب، فأنا لا أؤيدهم فى هذا لأنهم لم ينجزوا فى حربهم أى إنجاز يُذكر أو يُحمد لهم بعد، ولكن تجاوزًا سأقبل على مضض احتياجهم الإنسانى لأى دعم.
ولو كانت الداخلية وضباطها وزوجاتهم قد أتوا بمحمد ثروت مثلاً مطربًا للترفيه أو غادة رجب لقلت «معلش برضه»، ولكن أن يأتوا بمروى مطربة «الصراحة راحة وانت مابتعرفش» لتكون هى أيقونة الترفيه التى تكرمها رابطة الزوجات فى حفل عام يحضره قيادات الداخلية فتلك مصيبة.
فى زمن نكسة الجيش كانت أم كلثوم وعبدالحليم حافظ هما من يرفهان عن جنودنا، أما الآن وقد صارت مروى هى التى ترفه عن جنود الداخلية وضباطها فهى وكسة لا تعنى إلا أن الصراحة راحة والنعمة أنتم ما بتعرفوش، فارحلوا يرحمنا الله.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة