أكرم القصاص

مصلحة مصر.. ومرشح المصلحة

الثلاثاء، 10 أبريل 2012 07:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مصلحتك أولا كان شعار إعلانات وزارة المالية لتشجيع الناس على سداد الضرائب بينما كان الممولون يتهربون لأنهم لا يعرفون إلى أين تذهب الضرائب لا تذهب للطرق ولا للصحة والمدارس ولا وظائف.

نقول هذا لأننا نعيش مرحلة الانتخابات الرئاسية، وكنا فى مرحلة انتخابات برلمانية. وكل من أعلنوا الترشح يقولون أنهم فعلوا هذا من أجل مصر وشعبها. وحتى الشىء ونقيضه يقدمونه على أنه مصلحة مصر.

الإخوان أعلنوا أنهم لن يغالبوا من أجل مصلحة مصر، وعندما غالبوا قالوا إن المغالبة أكثر فائدة لصحة مصر ومستقبلها السياسى. وكانوا أعلنوا أنهم لن يرشحوا للرئاسة علشان مصر، وعادوا ليؤكدوا أنهم يرشحون من أجل عيون مصر ومصلحتها.

وليس الإخوان وحدهم بل إن عمر سليمان نائب الرئيس المتنحى رفض الترشح للرئاسة من أجل مصر، ثم عاد وترشح وقال إنه يفعل ذلك نزولا على رغبة مصر. والمرشحون الفلول أو نصف الفلول ومن يلبسون الثورة أو يرفعون رايتها. الكل يؤكد أنه يترشح من أجل عيون مصر. ولا أحد منهم يقول إنه يريد السلطة ويسعى لمنصب هو الأخطر. رأينا مرشحين يبدون ممتعضين من الترشح وبعضهم يقول إنه مغصوب على قبول الترشح طبعا علشان الوطن. وكأنهم يتفضلون على الشعب.

وقد رأينا طوال سنوات حكم حسنى مبارك أنه كان يعمل من أجل مصر ويرفض ترك الكرسى لأنه لا يجد بديلا، وأنه مغصوب على الاستمرار حتى آخر نفس. كان مستعدا لنقل السلطة لابنه من أجل مصر، كما كان أحمد عز يزور الانتخابات من أجل الوطن، وطاقم المزورين والمتلاعبين والفاسدين والمفسدين كلهم يرفعون اسم مصر بينما يكنزون المال والمناصب، وينتزعون حقوق الشعب، تتضاعف البطالة ويموت المصريون فى المستشفيات وينتقلون للعيش فى المقابر والعشوائيات مقابل عشرات يستمتعون بالثروة والسلطة من أجل مصر التى تحولت لحسابات فى البنوك ومساحات من الأراضى، وإعفاءات وهدايا من الطاقة، كما هربوا المال العام والخاص وصفوا الشركات والمصانع وطردوا منها مصر ليستوردوا أجانب، كل هذا باسم مصلحة مصر.

لقد كان نظاما يعمل من أجل مصلحته ومصلحة جماعته وها نحن نعود لنرى مرشحين وبرلمانيين يحتكرون ويسيطرون على كل المناصب، ليعيدوا إنتاج نظام مبارك ويرددون نفس كلماته السابقة عن مصلحة مصر بينما يعملون من أجل مصلحتهم أولا وثانيا وثالثا، لدرجة أننا رأينا كذابا يواصل الكذب من أجل مصر، ومثله كثيرون، وكل من يزعم أنه يريد مصلحة مصر يريد السلطة ومن الأفضل أن يتوقف المحتملون عن الحديث باسم البلد والشعب، ولو جاء أحدهم ليقول إنه يرشح نفسه من أجل جماعته أو تياره أو شيوخه أو زعمائه ربما حظى باحترام أكبر. بدلا من إعادة إنتاج النظام بشكل أكثر انفلاتا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة