أكرم القصاص

الشعب لا يريد الإخوة الأعداء!

الجمعة، 13 أبريل 2012 08:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالرغم من تعدد الجهات والتيارات التى تدعو لمليونيات أو تظاهرات، فإن هذه الدعاوى تفتقد إلى وحدة الهدف، وتظل مجرد تظاهرات، تشارك فيها أطراف مختلفة تظل مختلفة حتى لو وجدت فى مكان واحد، فالصراع القانونى على السلطة أكبر من مجرد طعون وقضايا ودعاوى، إنها أزمة ثقة وسياسة، تعجز حتى الآن عن التصرف باستقلالية، وبالرغم من حالة الثقة المفرطة التى تبديها الأغلبية البرلمانية أو الأقلية، وادعاءاتها القدرة على مواجهة كل المشكلات، يعجزون عن تجاوز حالة الصراع على السلطة.

وحتى الحديث عن استبعاد الفلول وإنهاء تأثيرات نظام مبارك يفتقد إلى الجدية، والكثير من الجدال القضائى والسياسى يدعم عودة الفلول بالفكر ويستنسخ نظام مبارك، وكل ما تحقق حتى الآن هو إقصاء حزب حاكم والتنافس على الحلول مكانه، بل بما يسمح بإعادة إنتاج نظام التسلط، بتوطين وجوه مكان وجوه باختلاف الأسماء، والانتهازيون من عهد مبارك مازالوا هم نجوم المرحلة فى البرلمان والإعلام مع تغيير الخطاب والملابس.

جماعة الإخوان وجماعات الأحزاب والتيارات السياسية يتواجهون وكل فريق يتمسك بأطماعه، انشغلوا بالإجراءات والأنصبة والمقاعد وتجاهلوا أهم مطالب الشعب الذى يتحدثون باسمه.

الشعب الذى ينتظر أكثر من مجرد مشاجرات قضائية لا تنتهى بانتصار بل بالمزيد من الهزائم للمواطنين، وبينما يزعمون الرغبة فى استبعاد النظام السابق والفلول فإذا بهم يستدعون النظام، بالاحتكار والجدل القضائى بلا طائل.. والنتيجة أننا أصبحنا أمام عدد هائل من الزعماء لا يفعلون شيئا غير الكلام، يتوالدون كالأميبا يختفى البعض ليظهر الآخر، ولا تعرف لهم أولا من آخر.

ولا يمكن معرفة الهدف أو إلى أى فريق ينتمى، ويتوقع صدور وأحكام بإلغاء قرارات وتشريعات لنظل خلال شهور فى كبد قانونى سياسى لا ينتهى بينما مصالح الفقراء والمرضى والمحتاجين والمظاليم منسية فى الحرب الدائرة من أجل انتزاع النفوذ.

تتضاعف الجرائم ويزداد الانفلات الأمنى، من سرقات بالإكراه وقطع طرقات، وتتضاعف مخالفات البناء والاعتداء على الأراضى الزراعية، ويزداد الفقراء فقرا، عشرات الآلاف من عمال اليومية فقدوا أعمالهم والعاطلون تضاعفوا بتراجع السياحة، والمرضى بلا علاج، ناهيك عن المؤقتين والمحرومين ربما لن يهتموا بما يدور من صراعات تتجاوز أسقف أحلامهم، ولم يشرح لهم أحد أهمية ما يجرى، أو هم بفطرتهم عادوا إلى زمن التجاهل على اعتبار أن ما يدور لا يخصهم، فهم يشاهدون أناسا غرباء عنهم يتحدثون بكلام لا يخصهم ويدخلون فى جدل غير مجد كل ما يؤدى إليه المزيد من التعقيد والتلاعب.

ومن حيث يزعم الإخوة الأعداء محاربة الفلول، يسمحون بتسربهم إلى نسيج السياسة، ومن عدد وطبيعة الدعاوى القضائية نكتشف أنه لا البرلمان ولا غيره نجحوا فى إنجاز مهمة التفاوض السياسى والعمل معا.. فهل ينجحون فى التظاهر ضد ما صنعت أيديهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة