فى مصر فقط دون العالم، هناك مشروب اسمه «فخفخينا»، وهو على ما أظن مجموعة عصائر مخلوطة ليس من الاعتياد خلطها. ففى بقية دول العالم يوجد مشروب يطلقون عليه كلمة «كوكتيل»، وهو عادة يتكون من عصائر تقبل الخلط، ويتجانس بعضها مع بعض، ولكن فى مصر فقط يخلطون عصير اللب مع الأناناس والبطيخ والطماطم والخيار، ويطلقون عليه «فخفخينا». فى مصر فقط نضع الزيت مع المياه فى خليط، رغم أنهما لا يختلطان ونقلى بهما الطعمية. فى مصر فقط نخلط البنزين بالمياه و«نموّن» به السيارات. فى مصر فقط نبنى مناطق القصور محاطة بالمناطق العشوائية. فى مصر فقط هناك الفخفخينا.
وإن كانت حياتنا قبل الثورة تعرف الفخفخينا جيداً، فإننا الآن وبجد وبحق وحقيقى فى زمن الفخفخينا غير المسبوق، وسأطرح عليكم قليلا من قليل الفخفخينا:
1 - خالد على، مرشح الرئاسة العلمانى الثورى، ينضم لقضية أبوإسماعيل بخصوص جنسية الوالدة رحمها الله، وكذلك مرتضى منصور، أما خيرت الشاطر، مرشح الإخوان، فيعلن أن انتصار أبوإسماعيل انتصار لمصداقية التيار الإسلامى.. إيش لم الشامى على المغربى، وانتصار إيه ده وبأمارة إيييه؟
2 - الإعلانات التى تملأ شوارع مصر المحروسة وفيها صورة عسكرى جيش يحتضن طفلاً، ومكتوب تحتها «الجيش والشعب إيد واحدة».. من الذكى الذى نصح المجلس الأعلى بمثل هذه الفعلة التى تثير الضحك فى زمن المسخرة الكبرى، إلا إذا كان يقصد أن الجيش والشعب إيد واحدة طالما أن الشعب من العيال ولسه بيرضع، فالجيش سيحمله على كفوف الراحة!
3 - إعلانات الملابس الداخلية للرجال صارت الإعلانات الأكثر تداولاً على الشاشات، وعلى واجهات الكبارى، وتثير السخرية، فهذا إعلان يقول لكل الأحجام ولكل الأوضاع.. إزاى يعنى؟، وآخر يحدد شخصية الإنسان ببوكسراته، حتى إنهم دفعوا البعض لأن يطالب المرشحين الرئاسيين بالكشف عن بوكسراتهم لنصل إلى شخصياتهم الحقيقية حتى لو كذبوا علينا، فالرجل يعرف من بوكسره كما تقول الإعلانات!
4 - كل عام ورفقاء الوطن الأقباط بخير وأعيادهم أعيادنا، وألوان بيضهم هى ذاتها ألواننا، وفسيخهم هو كذلك فسيخنا.
إيه علاقة إعلانات البوكسرات بالمرشحين بقضية أبوإسماعيل وأمه بالجيش والشعب اللى إيد واحدة لما يبقى الشعب عيل بالبيض والفسيخ والعيد، غير أننا فى بلد الفخفخينا.