مليونية الإخوان والسلفيين وباقى تيارات الإسلام السياسى أمس الجمعة كانت موجهه ضد من؟ وفى أى اتجاه أرادت المسيرات والمظاهرات أمس، أن توجه رسائلها؟
فالجماعة وحزبها ومعها السلفيون هى المسيطرة الآن على السلطة التشريعية فى مجلس الشعب والشورى وهى المستحوذة حتى الآن على الجمعية التأسيسية للدستور، يعنى هى التى تشرع القوانين وتمارس الرقابة على السلطة التنفيذية التى تتهيأ للاستحواذ عليها أيضاً.
فهل الهدف الحقيقى هو كرسى الرئاسة التى تسعى للوصول إليه وتخشى أن يستولى عليه أحد من خارج رموزها لإحكام السيطرة على كل أشكال البناء السياسى بعد الثورة تحت شعار «حماية الثورة» والإعلان عن مليونية لا تشارك فيها القوى السياسية الأخرى التى ترى أن الثورة والسلطة يتنازع عليها الآن تيار الإسلام السياسى، خاصة الإخوان، مع المجلس العسكرى.
فالإخوان لم يشاركوا فى أية مليونيات بعد الانتخابات البرلمانية وأعلنوا صراحة أن الشرعية للبرلمان وليست للميدان وتخلوا عن باقى القوى السياسية والثورية فى أحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود.
فإذا كان الهدف المعلن من المليونية أمس هو عزل فلول النظام السابق وحرمانهم من الترشح لمنصب رئيس الجمهورية لمنع الانقلاب على الثورة، فهو هدف ومطلب سياسى لكل القوى السياسية وليس للإخوان والسلفيين فقط، وكان عليهم توحيد الصفوف وتصحيح المسار، ومشاركة القوى السياسية التى خرجت للميدان بعد الانتخابات وعدم التخلى عنها والبحث عن المصالح السياسية والأطماع الحزبية.
فلماذا يخرج الإخوان وتيارات الإسلام السايسى وحدهم الآن وسط مقاطعة باقى القوى الوطنية والثورية، هل بسبب حماية الثورة بالفعل، أم بسبب مصالح أخرى للوصول إلى الرئاسة، فهل هو استعراض قوى جديد وتخويف بالحشد فى صراع اختزلته تلك التيارات فى ثنائية مقيتة بينها وبين المجلس العسكرى؟ ولماذا الآن فقط تعترف تلك التيارات بشرعية الميدان وليست بشرعية البرلمان الذى وافق على مشروع تعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية لمنع فلول النظام السابق من تولى المناصب والترشح للرئاسة وإحالته للمجلس العسكرى للتصديق عليه ثم إحالته للمحكمة الدستورية العليا للنظر فيه وفقاً للإجراءات والخطوات القانونية والتشريعية.
الميدان ليس موظفاً عند تيارات معينة يتم استدعاؤه عند الحاجة وإهماله عند انقضائها والذى غادر الميدان إلى البرلمان لا يحق له العودة إليه، وأن يتركه لأصحابه الحقيقيين.