محمد الدسوقى رشدى

«الشنب» الذى يحكم مصر

الأحد، 15 أبريل 2012 08:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربنا يكون فى عون مصر.. ربنا يكون فى عون هذا البلد الذى جعلوا من أرضه مسرحا يعرضون عليه حاليا تمثيلية سخيفة ومملة ومكشوفة اسمها «من الأحق برئاسة مصر؟!»
ربنا يكون فى عون مصر التى استيقظنا فجأة لنجدها أبعد ما تكون عن «شنب» أيمن نور رغم أنه حليق وليس عنده شنب، وفى نفس الوقت اكتشفنا أنها كبيرة على خالد على، يعنى مش على مقاسه، وعلى نفس المنوال الشيخ حازم أبوإسماعيل لا يجوز لها بسبب والدته، وبالتوازى مع هذا وذاك قالوا إنها لن ترضى بالشاطر بسبب جماعته، ومن قبله قالوا إنها لا تناسب أبوالفتوح لأنه تخلى عن نفس الجماعة التى ارتبطت بالشاطر، ولا تصلح لمحمد مرسى لأنه احتياطى، وهى لا تحب الرجال «الإستبن»، وفى سياق آخر قيل حرام عليكوا زواج مصر بعمرو موسى ليس فقط لأنه رجل له ماض، ولكن لأنه عجوز والبلد جربت هذا النوع وانكوت بناره.

كلما ظهر اسم على لوحة انتخابات الرئاسة تعرض لأقسى أنواع النقد وكأنه نكرة من جانب أنصار المرشح الآخر، وبات واضحا أن كل جمهور يسعى لتفصيل مصر من جديد لكى تلائم وتناسب مقاس مرشحه هو فقط حتى ولو فى ذلك احتكار لوطن بأكمله، كل هذه اللهفة المسعورة أعمت عيون المتعصبين للمرشحين عن حقيقة تقول إن مبارك أخذ مصر «لحم» ورماها «عضم»، وهذه العظام لا يقوى رجل واحد أو تيار واحد على إعادة ترميمها أو كسوها باللحم والأحلام من جديد.

بالله عليك لو كنت مكان مصر كنت هتعمل إيه؟.. لا أريد منك إجابة ولا حتى أريدها من نفسى، فأنا وأنت بالطبع مثلى مشغولان بأسى فى متابعة المسرحية العبثية الدائرة فى شوارع مصر بالتزامن مع حرب «البوسترات» التى لا نعرف من أين جاءت أموالها.

فى البلاد المحترمة نسمع عن برامج وأفكار ومناظرات ومشاريع وانتقادات منطقية تأخذ بيد البلد إلى الأمام، نسمع عن مرشحين واضحين ومعروفة ظروفهم السياسية للجميع، لا عن مرشح يقود فريقا نضاليا ويدفع أنصاره للتهديد بحرق البلد إن لم يخض السباق ويفز به، ومرشح ثالث ظل يعلن تعففه عن الترشح فى اليوم الواحد آلاف المرات، ثم عاد وقرر المشاركة دون أن تمنعه حمرة الخجل عن الترشح لرئاسة دولة طرده شعبها من منصب نائب الرئيس بصحبة نظامه منذ عدة شهور فقط.

إنه نوع من العبث يا سيدى تعجز الكتابة عن ملاحقته، وتعجز كتب السياسة أو علوم الإدارة عن وصفه، ولكنه عبث من ذلك النوع الذى يفسر لك أسئلة حائرة، مثل: لماذا تأخر التغيير إلى هذا الحد رغم قيام ثورة سالت دماء طاهرة من أجلها؟ وأعتقد أن إجابته أصبحت أكثر وضوحا من ذى قبل.. لأن التغيير لا يزور المجانين، أو بمعنى أصح لا يأتى على أكتاف البهلوانات ولا على أيدى الذين عرفوا طعم السلطة أو العيش فى حضنها أو على فضلاتها لثلاثة عقود.. وحتى لا أكون محبطا - بكسر الباء مرة وفتحها مرة - دعنى أخبرك أن التغيير يأتى دائما من قلب الشارع.. على أكتافنا نحن البسطاء الذين يعتقد أهل النخبة فينا أننا سنظل دائما فى موقع المفعول به.. دون أن يدركوا أن نفس الحروف قد تتحول إلى فاعل فى جملة أخرى.. ووقتها سيكتشف الجميع - حتى نحن - أن مصر على مقاسنا إحنا.. وفى حماية شنباتنا إحنا!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة