انتصار القضاء الإدارى للشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل بعدم حصول والدته على الجنسية الأمريكية، يؤكد المؤامرة الدنيئة التى حيكت ودبرت بليل ضد الرجل لاستبعاده من سباق الرئاسة بذرائع خائبة وحجج مكشوفة، وهى مؤامرة ضد المشروع الإسلامى فى المقام الأول، قبل أن تكون ضد حازم أبوإسماعيل.
كنا نظنُّ حتى آخر لحظة أن الخصومة السياسية لا تأخذ هؤلاء بعيدًا عن مضمار المنافسة الشريفة إلى حلبة المكائد والمؤامرات وتلفيق التُّهم، أو التشكيك فى جنسيات الأمهات والآباء وإطلاق الشائعات، لكن يبدو أن أمريكا تطلّ بوجهها القبيح فى مشهد جنسية والدة صلاح أبوإسماعيل، وأمريكا هذه أبعد ما تكون عن الحرية والديمقراطية ونزاهة الرأى، وقد رأينا كيف لفَّقت التهم ودبّرت المكائد للدكتور عمر عبدالرحمن، الشيخ الكفيف، لتزُجّ به فى غياهب السجون، مرضاةً للرئيس المخلوع، ولذلك نحن لا نستبعد أن يكون لأمريكا يد فى محاولة استبعاد الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل دون غيره من الإسلاميين من سباق الرئاسة، وذلك لأسباب عدة، أولها: أنَّ الرجل يملك شعبية جارفة فى أنحاء المحروسة، حتى إن الكثيرين يعتقدون اعتقادًا جازمًا أن بينه وبين الفوز بالرئاسة خطوات، كما أنه صاحب رؤية إسلامية واضحة ومشروع لتطبيق الشريعة يجذب الجماهير، وخطابه ضد العسكرى معروف، وكلها أمور تزعج الذين فى قلوبهم مرض، سواء من الغرب أو الشرق، حتى صورته وسائل الإعلام الغربية فزّاعة تخيف إسرائيل وأمريكا.
لذلك - اتفقنا مع أبوإسماعيل أو اختلفنا - لابدَّ من محاسبة كل من تورط فى قضية حصول والدته على الجنسية الأمريكية، سواء ببث الشائعات أو التحريض على الرجل، لأننا نعتقد أنها مؤامرة على الشعب المصرى والحريات فى هذا البلد، ومحاولة دنيئة لعرقلة مسار الديمقراطية، وشغل الرأى العام بقضايا فرعية، فضلاً عن تشويه أصحاب المشروع الإسلامى متمثلاً فى حازم أبوإسماعيل.
نحن نريد من الإعلام وأصحاب الأقلام الحرة النزيهة فى بلاط «صاحبة الجلالة» العدالة والشفافية، ولا نريد الخداع ولا التدليس، حتى نستطيع أن نبنى دولة قوية، ونقيم نهضة ترد لمصر كرامتها وريادتها أمام العالم كله.