اعتبرها نظرة واقعية ولا تعتبرها تشاؤمية، فالأيام المقبلة لا تحتاج منّا سوى التفاؤل حتى ولو بدت المعطيات غير ذلك، ولكن التفاؤل لا يعنى أبدا التغاضى عما تطرحه أرض الواقع من مشاكل أو تجاهل البحث لها عن حلول.
نحن الآن أمام إعادة ترتيب للوضع السياسى بعد نزول خيرت الشاطر وعمر سليمان سباق الرئاسة والسعى نحو إقرار قانون العزل السياسى فى توقيت يعلم الجميع أن القانون -وإن صدر- فلن يكون سوى مجرد ورقة يمكن للشعب أن يبلها ويشرب الكثير من مائها حتى يهضم ما سيأكله من مفاجآت شديدة المرارة.. واليوم لم يعد هناك مفر من التكاتف لإنقاذ هذه الثورة من صحوة ذيول نظام مبارك الأخيرة، وأعتقد، متمنيا من الله أن يخيب ظنى أن القوى السياسية والحزبية، الفلول منها والثورى والانتهازى أو حتى القابع فى المنطقة الرمادية سيجدون صعوبة كبيرة جدا فى ردع هذا الطمع المتجدد من نظام مبارك فى العودة إلى السلطة لسببين بالتأكيد لهما ثالث.
1 - الضغط على المجلس العسكرى الآن يحتاج إلى وحدة صف تجمع القوى السياسية بمختلف توجهاتها، وهذه الصفة غير متوفرة الآن فى القوى المنثورة على الساحة لأن أغلبها يفتقد الإخلاص ونظافة النية، وبعضها يفتقد القوة والتنظيم، وأغلبها لا يعمل سوى لتحقيق مكاسب خاصة، كما أن المليونيات، ذلك السلاح الشعبى الضاغط الذى كان يعوض نقص القوى السياسية، ويغطى على خلافاتها يبدو أنه فى طريقه للضعف أو الانهيار، إن لم يكن انهار بالفعل على مستوى التأثير وليس الحشد.
2 - لا تكذب على نفسك وتعال نقر معا بأن الأحزاب والقوى السياسية مجتمعة سقطت فى بحر الانشغال بالانتخابات الرئاسية عن أى شىء آخر حتى ولو كان الدستور، أضف إلى ذلك أن رائحة انتخابات الرئاسة فقط، وأزمات الجمعية التأسيسية كانت كفيلة بزيادة الفجوة بين القوى السياسية أكثر وأكثر، بل وخلقت صراعات تحت شعارات الخيانة والعمالة والتمويلات منحت المجلس العسكرى الفرصة للانفراد بمستقبل مصر، وأنتم تعرفون بالطبع أن إبليس دائما يكون ثالث هذه الانفرادات الثنائية.
3 - الأمر الثالث -الذى لا يمكن إنكاره- يتعلق بتضاعف أعداد الكفار والمحبطين من ثورة 25 يناير وأهلها، والسبب فى ذلك عائد إلى تصرفات القوى الثورية وعدم تقديم الأحزاب أى خطط تتضمن حلولا أو جداول زمنية واضحة، هذا الغضب الشعبى سيمثل قوة ضغط كبيرة على الأحزاب والقوى السياسية الثورية التى لن تجد مفرا من ركوب موجة الضحك على الجماهير بالشعارات والوعود البراقة وعقد الصفقات التى لن تؤدى بأى حال إلى التغيير الذى كان منشودا من وراء ثورة 25 يناير، الآن.. أنت تنتظر منى أن أجيبك عن السؤال القائل: ماذا نفعل بعد أن «ضلمتها» فى وجوهنا؟ الأمر ببساطة يستدعى فى البداية ضرورة الإيمان بأن تغيير الوطن لا يمكن أن يتم فى يوم وليلة حتى لو اشتعلت ألف ثورة مثل ثورة 25 يناير، الأمر يحتاج إلى إعادة صياغة طريقة التعامل مع الانتخابات وجمعية وضع الدستور، ما أقصده هو أن تخوض القوى السياسية المحترمة، سواء كانت إسلامية أو ليبرالية، المعركة الانتخابية بشراسة الحروب، لغلق الأبواب أمام أشلاء نظام مبارك التى تلعب هنا وتدمر هناك، طبعا هذا يحتاج إلى مساندة كبيرة منك عزيزى القارئ المواطن المحترم لأن تفهم وتشرح لمن حولك أن مصر الآن لن تكون فخورة بالمواطن الذى يبيع صوته الانتخابى، أو بالمواطن الذى يضع صوته الذى هو أمانة فى المكان الخطأ رغبة فى الانتقام من تيار معين، الأمر الثانى أن يفهم كل «فِلة» من الفلول وكل تاجر وكل ساع للرئاسة أن كرسى السلطة لم يعد تلك الفرخة التى تبيض له ذهبا، بل هو «أفرول» الخدمة الذى يرتديه لخدمة الوطن والمواطنين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
فى كل الاحوال لقد اقتربنا من جولة الضربه القاضيه وعلى الجميع ان يستعد لها
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmad abdelaziz
الملف الاقتصادي
عدد الردود 0
بواسطة:
إيهاب زهران
هذا المقال إثبات لما نقوله من زمان ....