وائل السمرى

قرون استشعار الشيخ الإعلامى

الإثنين، 16 أبريل 2012 04:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد وصلة ردح على طريقة الحوارى وفرش الملاءة دبجها المذيع الشيخ خالد عبدالله سوبر ستار قناة الناس الإسلامية تضرع فضيلته إلى الله أن يقصف قلمى «قلمى أنا!» وأن يريحه الله منى «منى أنا!» ولا أعرف ما الذى فعلته للشيخ المذيع النجم خالد حتى يكيل لى السباب بهذه الطريقة، غير أنى من خلال الفيديو الذى انتشر على موقع اليوتيوب وأرسله لى أحد أصدقائى مؤخرا اكتشفت أنه كان معبأ بالغيظ والحقد والغضب من مقالى الذى نشرته فى «اليوم السابع» يوم الأحد الماضى والذى تناولت فيه عدة أحداث اعتبرتها عودة للخلف، منها تهجم أتباع الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل على منصة القوى الثورية التى كانت تطالب بـ«دستور للجميع» وتدميرها، وانضمام مذيع متنكر فى صورة شيخ محسوب على أمن الدولة ويصفه ثوار مصر بالديوث الذى لا يغار على بنات بلده إلى المظاهرة المؤيدة للشيخ حازم، وترشح خيرت الشاطر للرئاسة الذى أعتبره قائما بأعمال أمير قطر فى مصر، وترشح عمر سليمان للرئاسة الذى أعتبره وكيل أعمال إسرائيل فى القاهرة، مؤكدا أن كل تلك الأحداث تمثل عودة حقيقية للخلف.

ويبدو أن الشيخ المذيع خالد عبدالله برغم أننى لم أذكر اسمه فى المقال على الإطلاق اعتبر نفسه هو ذلك المذيع الشيخ الديوث، وقال فى حقى من الألفاظ ما يعاقب عليه القانون، ويبدو والله أعلم أن الشيخ خالد لديه من قرون الاستشعار ما أكد له أنه هو المقصود، وأن هذه القرون التى نبتت له من نباهته الإعلامية هى التى أشعلت غضبه، وهى التى أخبرته بأنه المعنى بالكلام، مستخدما عادة التفتيش فى النوايا والشتيمة على المشاع، وفى كسر لكل الأعراف الإعلامية التى تفترض أن يأتى الإعلامى بالرأى والرأى الآخر، أتى الشيخ خالد صاحب القرون الاستشعارية بأتباع الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل ليؤكدوا أنهم لم يفعلوا شيئا فى حق الثوار «قال يعنى هيقولوا إحنا اللى غلطانين وحقنا برقبتنا»، مدعين أن الثوار هم الذين حرقوا أولا صورة صاحب القداسة الشيخ حازم وأنهم هم الذين تجرؤوا على الدين وسبوه، مدعين أن هناك فيديوهات موثقة لتلك الحوادث، لكن على أى حال لم يكلف الشيخ خالد نفسه عناء البحث عن الرأى الآخر وأسس هجومه بناء على شهادة طرف واحد متعاميا عن وجود الطرف الثانى، وكان لزاما عليه أن يأتى برأيه ولو على سبيل الاستئناس.

وبرغم أنى لم أكن أنوى الدخول فى هذه المعركة لتعففى وتأففى من هذه الأشياء الوضيعة، ولأنى أعلم أن الشيخ خالد لا يريد شيئا قدر افتعال المعارك وسن قرونه سالفة الوصف لإيهام المشاهدين بأنه ذو أهمية لزيادة إعلانات الملابس الداخلية التى كانت «تترقص» وراءه وهو يتلعثم بتلاوة آيات الله، لكنى والأمر لله نزلت على رغبة أصدقائى الذين ألحوا على للرد على هذه الاتهامات مراعاة لحق القارئ فى المعرفة، ودفاعا عمن تم الاعتداء عليهم من جانب أتباع الشيخ حازم.

وقبل أن أسرد وقائع هذا الاعتداء يجب أولا أن أوضح أنى «والله على ما أقول شهيد» أشهد لبعض أتباع الشيخ حازم بالوطنية والإخلاص، لكن هذا لا يمنع أن بهم متطرفين عنيفين، ولهذا أدنت منهج العنف الذى انتهجوه فى ميدان التحرير وهو الميدان الذى كان مثال التحضر والإخلاص والتوحد تحت راية حب الوطن، وجدير بالذكر هنا أن العديد من شيوخ السلفية أنفسهم ومنهم الشيخ محمد عبدالمقصود وهو من هو فى التيار السلفى أخذوا على أتباع الشيخ نفس المأخذ، ويشاء الله أن يصلنى عبر الإيميل فى اليوم الذى سبنى فيه الشيخ خالد بيان رسمى لحزب التحرير الإسلامى «السنى المتشدد» يدين فيه تعرض الأستاذ محمد عبدالقوى وكيل مؤسسى الحزب للضرب المبرح من جانب أتباع الشيخ حازم فى ذات الجمعة، قائلا إنه وبينما كان شباب حزب التحرير يقومون بتوزيع نشرة تعريفية بالحزب وأهدافه على مسيرة مؤيدة للشيخ حازم قام عدد كبير من شباب حملة أبوإسماعيل «حازمون» بالتعدى بالضرب المبرح على الأستاذ محمد عبدالقوى وكيل مؤسسى الحزب الذى يتجاوز السبعين!! بعد أن ظن أتباع الشيخ أن هذا الحزب شيعى، ودون أن يكلفوا أنفسهم عناء التعرف على الحزب الشهير الذى ترافع عنه «حازم أبوأسماعيل» نفسه عام 2002، فى قضيتهم الشهيرة التى لا يجهلها إلا جاهل أو غافل.

وإذا كان هذا هو سلوك «الإسلاميين» مع «الإسلاميين» فماذا ترى سيكون تصرفهم مع من يطالبون بدستور مدنى فى ميدان التحرير الذى اكتظ بأتباع الشيخ المتشددين؟ وهنا أدعو الشيخ خالد إلى ترك قرونه لبضعة ثوان وقراءة شهادة الإعلامية إنتصار غريب عضو ائتلاف ثوار الإعلام وصاحبة الصولات والجولات فى تطهير وزارة الآثار من فلول النظام السابق التى أرسلت لى شهادتها عما رأته فى يوم الجمعة قبل الماضى من أتباع الشيخ حازم، إذ أكدت «غريب» أن أتباع الشيخ كانوا يتحرشون بأى مخالف لهم فى الرأى أو المذهب، وفى وسط سعيهم المحموم لكساء الميدان بصور الشيخ وحده قاموا بتدمير معرض كبير لصور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذى أقامه الدكتور صلاح الدسوقى رئيس حزب المؤتمر الشعبى الناصرى، كما أنهم أزالوا جرافيتى بالحجم الطبيعى يصور شيخ الثوار الشهيد عماد عفت ووضعوا مكانه جرافيتى لحازم صلاح أبوإسماعيل، كما اعتدوا باللفظ على الثوار حتى السيدات منهم، ومنهن الصديقة العزيزة د. منى عدلى أستاذ بحوث الفلزات بكلية العلوم وهى منتقبة وسيدة فاضلة، كما اعتدوا على صديقة الدكتورة منى، وهى الأخت الثائرة المسيحية «سحر»، وهى من مصابى أحداث شارع قصر العينى برصاصة أدت لتفتت عظام يدها وفوجئت منى عدلى «أم عبدالرحمن» بأتباع أبوإسماعيل يوجهون لها اللوم ويصيحون فيها: إزاى بتسلمى عليها وهى على يدها الصليب؟! دى كافرة، ثم قاموا بطرد الأخت الفاضلة سحر من الميدان، هذا طبعا بالإضافة إلى الاعتداء على والد الشهيد أحمد خليفة الذى كان يحمل صورة ابنه ونهر أتباع أبوإسماعيل لأنهم ضيقوا على الثوار فقاموا بدفع والد الشهيد فوقع على الأرض وكسرت ساقه.

هاتان شهادتان، واحدة من أقصى اليمين والثانية من أقصى اليسار، تؤكدان أن الشيخ خالد لم يكن حياديا فى تناول القضية، ولم يستخدم قرونه الاستشعارية أو غيرها فى بحثه عن الحقيقة، ولكنه وبعد ممارسته للتضليل الإعلامى بالاتكاء على رأى واحد دون غيره لتدعيم وجهة نظره، أخذ يكيل لى السباب قائلا: إن وائل السمرى احترف الكذب والتلفيق، وفى هذا سب وقذف أحتفظ بحقى القانونى فى الرد عليه، لكنى عرضت ما سبق ليعرف الجميع من الكاذب، أما عن قول الشيخ: اسأل نفسك وشوف تاريخى وشوف تاريخك فإنى والحمد لله «شايف تاريخى كويس» ولمن يريد أن يراه أن يضغط على اسمى فى موقع «اليوم السابع» منذ بدايته فى العام 2008 ليطلع على مقالاتى قبل الثورة وبعدها، ومن يرد أن يستزيد فعليه أن يرى مقالاتى فى «الدستور» قبل تأميمها منذ 2005، ليعرف أن كاتب هذه السطور من الشباب المتهورين الذين كانوا يسبون النظام السابق علنا وعلى صفحات الجرائد وقت أن كان الشيخ خالد عبدالله يشيد بحكمة الرئيس مبارك فى التعامل مع الأزمات، ويمجد فيه وفى طلعته الجوية، مختزلا حرب أكتوبر المجيدة فى شخص مبارك، وما عليك للتأكد من ذلك إلا أن تبحث فى موقع اليوتيوب الذى أنعم الله علينا به باسم «نفاق خالد عبدالله قبل الثورة» لترى كم التزلف التاريخى الذى كان ينتهجه الشيخ.

يقول الشيخ خالد فى ثنايا السب والقذف: نفسى أعرف إيه علاقتى بأمن الدولة اللى كل شوية يقولوا عليها دى؟ ولا أعرف لماذا لا يستخدم الشيخ خالد قرونه فى معرفة هذه العلاقة وهو الذى تخيل أنى أقصده برغم أنى لم أذكر اسمه فى المقال سالف الذكر، لكنى أحب أن أؤكد لسيادته أنه «يكاد المريب يقول خذونى» ولأنى استشعرت صدق سؤاله سأقول له إن ما قاله نفيا لعلاقته بأمن الدولة يعد تأكيدا عليها، فقد قال إن أمن الدولة كانوا يتصلون بالقناة ويعترضون على بضعة أشياء فى حديث الشيخ، فما كان من الشيخ إلا أن «يطلع فاصل» ليبلغوه بالتعليمات، ومن جانبه لم يكن الشيخ ليترك فرصة إلا ليمدح فيها هذا الجهاز «العفن» كأن يقول عن هذا الجهاز الذى مازالت يداه ملوثتين بدماء السلفى «سيد بلال» «فى مصر جهاز أمن دولة حريص على الأمن ومتابع شغله جدا وحريص على الأمن جدا ويدير العملية الأمنية فى مصر»، ولرؤية تسجيل هذه الحلقة ابحث أيضا على موقع اليوتيوب باسم «نفاق خالد عبد الله لأمن الدولة».

يختتم الشيخ خالد وصلة الردح بقوله: مت بغيظك يا وائل يا سمرى، ولست أعرف لماذا يفضل هذا الشيخ الذى أحط من كلمة «شيخ» وهبط بها إلى أسفل سافلين، هذه الميتة لمخالفيه، ولماذا حينما ينفجر أشباهه من الغيظ يلقونه على غيرهم، ويقولون «موتوا بغيظكم» رغم أنى «مش متغاظ ولا حاجة» وأن نار الغيظ كادت تأكل شيخنا الفاضل الهمام، أما بقية السب القذف والتشهير والتكفير الذى كاله الشيخ لى فإنى أحتفظ بحقى القانونى فى الرد عليه، وفى النهاية فإنى أجدد هنا دعوتى التى بدأتها فى نوفمبر الماضى إلى إنشاء جهاز لمراقبة الأداء الإعلامى لحماية المهنة من المتطفلين عليها وإلزامهم بميثاق شرف إعلامى لكى لا يظن الناس أن «خالد عبدالله» مذيع فعلا، وبهذه المناسبة أدعو الأزهر الشريف أن ينشئ قانونا يجرم استخدام كلمة شيخ لمن هم دونها، لكى لا يظن الناس أن خالد عبدالله «شيخ» فعلا، وعلى المجتمع أن يختار اسما لمن هم على شاكلة «خالد عبدالله» فهو من وجهة نظرى لا خالد ولا عبدالله، والله أعلم بمصدر هذه الأشياء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة