أكتب هذا المقال قبل أن تقول اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية كلمة الفصل فى تظلمات المرشحين المستبعدين.
لم تكن التظلمات هى الوسيلة القانونية الوحيدة التى اتبعها بعض المستبعدين، فقد رأينا حصارا مفروضا على اللجنة فى محاولة مكشوفة للتأثير عليها، وبعيدا عن هذا الأمر، أعود مرة أخرى إلى التوكيلات التى حصل عليها اللواء عمر سليمان نائب مبارك من أجل الترشيح، والتى كانت سببا فى استبعاده، والقصة المتعلقة بجمع هذه التوكيلات تستحق التوقف عندها.
رأى البعض أن سليمان هو مرشح المجلس العسكرى، واستدلوا على ذلك بجمع التوكيلات فى توقيت قياسى، ووصل هؤلاء فى قولهم إلى أن هذه التوكيلات كانت من أهالى المجندين، ولم يكن هذا صحيحا، فلا أهالى المجندين قاموا بعمل توكيلات، ولا هم تم حشرهم فى القافلة التى تم إعدادها كى تساند سليمان، وإذا كان هذا الأساس فى معرفة من يساند سليمان ليس صحيحا، فإن السؤال من هم الذين أسرعوا بقيادة زفة التهليل للرجل؟.
لم يعد خافيا على أحد أن الذين قادوا عمل التوكيلات لسليمان هم بقايا الحزب الوطنى فى المحافظات، وتم ذلك وفقا لبيانات معدة سلفا عن قيادات الحزب الوطنى فى كل المحافظات، ودعت هذه القيادات قواعدها فى القرى إلى الاستنفار، بدعوى أن الساعة آتية لهم وأن الفرصة لن تعوض، ويجب الاحتشاد من أجل استثمارها، ومن واقع تواجدى فى محافظة القليوبية أؤكد ذلك، حيث خرج العديد منهم يدعون للمرشح الجديد وبنفس أساليبهم القديمة، التى وصلت إلى حد أن أحدهم طلب من مواطن يعلق صورة حمدين صباحى إنزال الصورة قائلا له: «البلد عايزة واحد يظبطها»، بل وصل الأمر إلى تفكيرهم فى إعداد مظاهرات تأييد لسليمان فى الأسبوع الماضى لكنهم تراجعوا تحت ضغط القوى الثورية، وحملات مرشحى الرئاسة الآخرين، والذين خرجوا فى مظاهرة فى نفس التوقيت.
يعطى ذلك دليلا واضحا على أن بقايا الحزب الوطنى «المنحل» هم الذين قادوا معركة سليمان أملا فى استعادة عرشهم المفقود، وليس من الصحيح أنهم فعلوا ذلك بأمر من المجلس العسكرى، حتى لو تقاطعت المصالح.
إلى أين ستذهب أصوات هؤلاء، فى حال الإبقاء على قرار اللجنة العليا للانتخابات باستبعاد سليمان؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة