طار صديقى «السلفى» من على الأرض، فور سماعه حكم القضاء بإلزام وزارة الداخلية بمنح حازم أبوإسماعيل شهادة بأن والدته تحمل الجنسية المصرية دون غيرها، وقال كلاما كثيرا عن أن القضاء أفشل مخططات أمريكا وإسرائيل وكل أعداء حازم لإبعاده عن سباق الرئاسة، واتهم الإعلام بالنفاق وغيره، وكذلك كل من انتقد الرجل فى هذه القضية.
صديقى «السلفى» الطيب أغلق أذنيه تماما عن أى كلام فى فحص الحكم القضائى وتأمله، قائلا: «لا يهم الترشيح للرئاسة، المهم أن القضاء أكد على أن العالِم «قاصدا الشيخ حازم» لا يمكن أن يكذب».
هكذا توحد صديقى «السلفى» مع مرشحه وهذا حقه، حيث يرى فيه وبنوايا طيبة مثل غيره، أنه طوق النجاة لمصر وللإسلام، وأنه وحده الذى يتحدث عن تطبيق الشريعة الإسلامية، ونهضة المشروع الإسلامى، ولهذا فإن أمريكا تعاديه، وبمقدورها أن تفعل أى شىء لتنفيذ مخططها ضده.
ومع تعالى نغمة حديث المؤامرة من الشيخ حازم، وتفرع الحوار إلى أشياء قانونية تتحول إلى اجتهادات بعضها فى صفه، وأخرى ضده، يغيب أصل القضية وكلمة الفصل فيها وهى: هل تحمل السيدة والدته الجنسية الأمريكية أم لا؟، ولماذا يحدث كل هذا الانقلاب على لجنة الانتخابات الرئاسية المحصنة بحكم الإعلان الدستورى؟، وهو الإعلان الذى حدثت للموافقة عليه تعبئة هائلة، قادها الإخوان والسلفيين ومنهم الشيخ حازم، واتهموا الرافضين له «زورا» بأنهم ضد الشريعة والإسلام، ووصل الأمر بالشيخ يعقوب بوصف هذا اليوم بأنه: «غزوة الصناديق»، و:«من لا يعجبه الموافقة على التعديلات فليهاجر من مصر».
لأنصار الشيخ حازم الحق فى أن يروا فيه رمزا لمشروعهم السياسى، لكن عليهم فى نفس الوقت الانتباه إلى أن هناك مستندات بحوزة لجنة الانتخابات، وأطلعت عليها هيئة «علماء الشورى» وهم من علماء السلفية، وتتمثل فى وجود أصل شهادة تجنيس والدة الشيخ حازم مختومة بالخاتم البارز والعلامة المائية للجهة التى أصدرتها بناء على طلب سفارة مصر بأمريكا، وشهادة التصويت الخاصة بوالدة حازم وصادرة من مكتب السجلات التابع لـ«لوس أنجلوس»، وصورة من طلبها للخارجية الأمريكية بالحصول على الجنسية.. ألا يكفى كل ذلك لوضع النقاط على الحروف.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة