محمد الدسوقى رشدى

النهش الحرام فى جسد المفتى

الجمعة، 20 أبريل 2012 07:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تعتبر زيارة الدكتور على جمعة للمسجد الأقصى كارثة؟!، ربما، ومن حقك أن تتبنى هذا الاعتقاد لأننا تربينا على مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيونى حتى آخر نفس، ولكن هل يجوز أن نتعامل مع زيارة المفتى بالطريقة القديمة؟ أى ننصب المدافع ونطلق على رأس الرجل قنابل التخوين والعمالة..

الطريقة القديمة التى يستغلها المزايدون لصناعة بطولات وهمية لم تعد تصلح ولا تجدى نفعا، وليس هذا كلامى بل كلام الزمن، ونتائج استخدام تلك الطريقة التى كانت تنتهى دائما إلى إشعال معارك يطويها النسيان وتمنح تافهين بطولات لا يستحقونها، دون أن تمنع ضررا عن أشقائنا أو مقدساتنا، أو تهز الكيان الصهيونى وتمنعه عن التقدم فى تنفيذ مشاريعه.

فضيلة المفتى على جمعة لم يكن أول من ألقى بحجر هذه الزيارة فى مياه مفهوم التطبيع الراكدة منذ سنوات، فلقد سبقه قبل أسبوعين الداعية الإسلامى الحبيب الجفرى وكتبت وقتها فى نفس هذا المكان أقول: «أزمة الحبيب الجفرى حزام ناسف فجر جبل الصمت والثلج الذى تقبع قضية التطبيع بداخله، ليفتح بابا للنقاش حول إذا ما كان المفهوم الحالى للتطبيع فى حاجة إلى إعادة صياغة حتى لا يكون عائقا بيننا وبين إنقاذ المسجد الأقصى من مخططات الهدم والتهويد التى يتعرض لها؟ وهل الزيارة فى ظل هذه الظروف دعوة للتطبيع كما يقول المعارضون لها أم دعوة لتطوير سلاح عدم التطبيع مع تل أبيب ليصبح لنا لا علينا؟».
كتبت هذا الكلام تعليقا على زيارة الحبيب للمسجد الأقصى وأدعوك لأن تعتبره أيضا رأيى وتعليقى على صلاة المفتى فى المسجد الأقصى ضمن زيارة ملكية أردنية كفلت له عدم تشويه جواز سفره بختم إسرائيلى، والكلام هنا ليس دفاعا عن الدكتور على جمعة الذى ربما يكون قد أخطأ فى تقدير وقت الزيارة أو إتمامها قبل إدارة حوار إسلامى وعربى كبير بخصوص هذا الشأن أو بالتحديد حول مفهوم التطبيع ومدى ملاءمته للتطورات الجديدة، وإمكانية إعادة صياغته لتحقيق مردود ونتائج أفضل لصالح القضية الفلسطينية والعربية عموما؟!

أنا لا أدافع عن المفتى فهو قادر على الذود عن نفسه، ولكن أدعوك لاستغلال هذه الزيارة بشكل مختلف عن طريقة تجار القضية الفلسطينية وهواة اتهامات التخوين والعمالة، أنا أدعوك ألا تكون مثل الداعية صفوت حجازى الذى استسهل الطريق كعادته ولجأ إلى اتهام الرجل بالتخوين والعمالة وانهال عليه بالسباب غافلا عن أن الشيخ على جمعة نجح فى توظيف علمه وجهده فى تحويل دار الإفتاء إلى مؤسسة كبرى وعلمية ومحترمة فى الوقت الذى كان فيه الشيخ صفوت يمارس هوايته فى الظهور الفضائى وتقلد مناصب ائتلافات ثورية لم تفعل شيئا سوى منح أعضائها مكاسب خاصة، ولم تحصد الثورة من خلفها إلا مجموعة بيانات هزيلة ومع أول معارضة حقيقية من شباب الثورة لهذه الائتلافات عاد الشيخ صفوت لطبيعته وهاجم شباب الثورة وهددهم بشقة العجوزة دون أن يقدم أى دليل للناس على ما قذف به المحصنين والمحصنات من هؤلاء الشباب.

لا تستسلم لطريقة الشيخ صفوت وغيره فى إلقاء التهم والبحث عن بطولة من وراء الهجوم على المفتى، واستغل تلك الزيارة بشكل مختلف، استغلها فى طرح مفهوم التطبيع للفحص والتدقيق، وفتح باب واسع للنقاش من أجل البحث عن السلاح الأفضل أو إعادة تصنيع سلاح التطبيع لمواجهة أكثر حسما وقوة وفائدة مع الكيان الصهيونى ومخططاته.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة