ليس عاديا وربما يكون أخطر مما تتوقع أن تسمع عن وقوع اشتباكات بين أبناء حركة 6 إبريل المنقسمة على نفسها إلى جبهتين الأولى تحمل لقب الديمقراطية، والثانية تحمل لقب أحمد ماهر.. والأغرب أن تبدأ هذه المناوشات من قلب الميدان الذى خرجت منه 6 إبريل، وتتحول إلى اشتباكات فى منطقة البورصة حيث كراسى المقاهى التى لملمت أعضاء الحركة وغيرهم من شباب حركات التغيير المختلفة فى جلسات طويلة منذ عصر مبارك سيطرت عليها الأحلام والآمال.
أحمد دومة الذى خرج من المعتقل مؤخرا أعلن ومعه عدد من أعضاء حركة «شباب من أجل الحرية والعدالة» أنهم تعرضوا للضرب من جانب أعضاء فى حركة 6 إبريل جبهة أحمد ماهر، وهو ما نفته الجبهة سريعا، ولكنها أضافت إلى النفى حديثا طويلا بدا أشبه بالمعايرة النسائية حول ما قدمته 6 إبريل «جبهة أحمد ماهر» من دعم ومساندة لأحمد دومة وقت اعتقاله.
وبعيدا عن الواقعة التى ستأخذ مثل غيرها وقتا طويلا ومربكا لإثباتها أو نفيها، خاصة مع وجود شهادات مختلفة على موقع الفيس بوك كل منها تحمل مضمونا عكس الأخرى، بعيدا عن كل هذا الحكى سيبقى معنى واحد حان وقت استخلاصه والحديث عنه بصراحة.. معنى يقول إن الصف الثورى بحركاته وائتلافاته وأحزابه يعانى من خلل ما، وإذا كان انقسام 6 إبريل إلى جبهتين قد حدث منذ فترة وتعايش الجميع معه فى هدوء بسبب الاحترام المتبادل بين الطرفين خلال الشهور الطويلة الماضية، لكن المقربين من أعضاء الحركة أو العاملين فى الإعلام يدركون جيدا أن المناوشات بين الجبهتين مستمرة على نار هادئة، وطعن كل طرف فى الآخر خلال الفواصل غير المسجلة والجلسات الخاصة كان يتم على أعلى مستوى، بشكل أبعد الكثير من المتضامنين مع الحركة عن نشاطها وشبابها.
تطور ما يحدث الآن بين أطراف 6 إبريل يهدد بمعارك ومناوشات تحت الحزام لن يضار منها سوى الحركة وتاريخها ومستقبلها فى ظل الشكوك الكثيرة واتهامات السفر والتمويل المريبة التى طاردت 6 إبريل خلال الزمن الماضى.
وعلى الجانب الآخر من طريق هذه المعارك يبقى معنى آخر يخص الصف الثورى وحاله الذى تغير من وضع اليد الواحدة إلى وضع الأيادى المتعاركة، ومن الأصوات التى تهتف بشعار واحد إلى الأصوات التى يهتف كل منها ضد الآخر فى دلالة تقول إن المنحنى الخطر الذى تسير فيه الثورة الآن لم يأت من فراغ، بل لأن صناع الثورة انشغلوا عنها وفعلوا مثلما فعل أهل أحد حينما تركوا الميدان وهرولوا لجمع الغنائم.. فلم يحصدوا من خلف تلك الهرولة إلا الانشغال عن هدف الثورة الأسمى، والدخول فى معارك جانبية جعلت كل طرف يشعر وكأنه الأحق بالثورة ومغانمها.. وبناء عليه انتهى المشهد إلى ما تراه أنت الآن يا سيدى.. معارك دموية بين الحركات الثورية والإخوان والسلفيين والاشتراكيين والبسطاء الذين كانوا جميعا فى يوم ما إيد واحدة داخل الميدان الذى يسعون الآن إلى تحويله لسلاح لاقتناص مكاسبهم الشخصية بعد أن كان سلاحا لاقتناص مصلحة الوطن.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة