بداية أعتذر عن طول مدة المعركة الدائرة بينى وخالد عبدالله مذيع قناة الناس، وأعتذر أيضاً عن أى أذى نفسى ترتب عن قراءتك لمقال أمس الأول الذى أرسله تابع من أتباع الشيخ تهكماً علىّ وسباً لى، لكن عزائى فى هذا كله أن تلك المعركة وإن كانت غير مجدية من وجهة نظر البعض، ربما قد تكون مجدية تمام الجدوى بالنسبة للوطن، ومخطئ من يظن أن هذه المعركة بين فردين أو بين خصمين فحسب، ولكنها من وجهة نظرى معركة بين نمطين من التفكير، وثقافتين مختلفتين، وأتمنى أن تكون قد رأيت بعينك ووعيت بعقلك كيف يفكر من هم على شاكلة «عبدالله» وكيف يتصرفون إذا ما هاجمهم أحد.
ما يؤكد فكرة أن المعركة كانت بين نمطين وليس بين شخصين، هو أن الرد الذى أرسله أحد أتباع «عبدالله» على مقالاتى التى هاجمت فيها شيخه كان يتبع نفس المدرسة «الردحية» التى يتزعمها «عبدالله» فقد كال هذا الشخص لى الهجوم عبر مقال طويل لم يذكر فيه باستثناء الشتائم إلا التأكيد على أن أتباع أبوإسماعيل كانوا يتصرفون بعنف من مخالفيهم فى يوم جمعة «لن نسمح بالتلاعب» ذاكراً أن شيخه كان يأمرهم بـ«التعقل والحكمة وتقديم مصلحة الوطن وعدم الغلو فى شخص كائن من كان» ولا أعرف من هؤلاء المجاهيل الذين أشار إليهم تابع خالد عبدالله مدعياً أنى استشهدت بهم، هل يقصد مثلاً الشيخ السلفى الكبير محمد عبدالمقصود، أم يقصد الشيخ محمد عبدالقوى زعيم حزب التحرير؟
لا يفوتنى هنا أن أؤكد أننى لن أرد على ما قاله «عبدالله» وتابعه، سواء فى البرنامج أو فى المقال، وأحسب أن الرسالة التى أردت توصيلها من هذه المعركة قد وصلت بالفعل، وهى كشف هذه النوعية من البشر على حقيقتها، وإظهار كيفية تفكيرها وتفاعلها الأحداث الجارية وكيفية تجريحهم لأى شخص ينتقدهم بلا دليل، ويكفينى فخراً أن عبدالله وهو يقلب فى مقالاتى فى «اليوم السابع»، تجاهل تماماً أنى أول من دافعت عن خيرت الشاطر ودعمت حقه فى الترشح للرئاسة وأبديت عدم اعترافى بإقصائه عن سباق المنافسة لأنى لا أعترف بالقضية التى نال عنها العقوبة لأنها كانت أمام محكمة عسكرية، ويكفينى أيضاً أننى فى عز هجومى على الشاطر لم أبخسه حقه، ومن لا يصدق فعليه أن يراجع مقالى «شنبك راح فين يا شاطر؟» التى زعم بسببها أنى أهاجم كل ما هو إسلامى، كما أنه تجاهل أيضاً أنى فى عز الهجوم على الشهيد سيد قطب وأفكاره منذ سنوات كتبت ملفاً كاملاً من ثلاث صفحات نشر فى جريدة «اليوم السابع» وقت أن كانت أسبوعية أدافع فيه عن الشهيد وقت أن كان أمثال «خالد عبدالله» لا يجرؤون على التلفظ باسم سيد قطب.
بقى أن أقول أنى قد أغلقت باب هذه المعركة، ولن أفتحه مرة أخرى حتى إن سبنى خالد عبدالله مجدداً، وأنى أحتفظ بحقى القانونى فى الرد عليه ليرتدع أمثاله وليعرفوا أن أعراض الناس وسمعتهم ليست لعبة، وختاماً أقول: لا تصدقوا من يدعى أن من يهاجم تجار الدين يريد بالإسلام شراً، فالفلاح حينما يرش حقله بالمبيدات لا يؤذى الزرع وإنما يقتل الآفات التى تتعلق به.