أفضل مافى الدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان، أنه راجل عملى بدليل أنه لم يضيع وقت الناخب المصرى، وأقر منذ البداية بالوضع الذى اختارته له الجماعة.. أنه راجل «استبن» أو بالمعنى الشيك احتياطى، بدليل أن الرجل بدأ حملته الانتخابية ومؤتمراته ببوستر يحمل صورته فى اليمين، وصورة خيرت الشاطر فى اليسار، وكأنه يقر بضعف قدرته وجماهيريته، ويبصم بالعشرة على كونه «استبن»، وحدها الظروف الذى منحته الفرصة للمشاركة، وكأن الجماعة هى الأخرى، تقر بأن مرشحها الرسمى يحتاج إلى من يسنده، ولا يستطيع أن يواجه الجمهور بمفرده، فقرروا أن يجعلوا خيرت الشاطر له رفيقا.
كل السابق من إشارات ودلائل، لم تمنع الدكتور مرسى من أن يصرح وبمنتهى الثقة، أن الإخوان اختاروه لأنه رجل عميق، ويملك الكاريزما، وهو تصريح يدفعك لأن تستلقى على ظهرك من شدة الضحك، ليس فقط لأن الرجل يزكى نفسه، أو يمدح شخصه على طريقة توفيق عكاشة، ولكن لأن الرجل لم ير فى مسألة كونه «استبن» أو احتياطى، مايمنعه من إطلاق تلك التصريحات المبالغ فيها، بالإضافة إلى أن اتجاه الجماعة لوضع الشاطر بجواره فى بوسترات الدعاية، ليس سوى تعبير عن شك قوى فى قدرات الرجل الفردية وشعبيته.
عموما دعنا نفترض حسن النية فى الدكتور مرسى، ونعتبر أن تصريحاته عن العمق والكاريزما تمت تلاوتها من ورقة مكتوبة، أو ربما حفظها من تصريحات رجال نظام مبارك الذين وصفهم خلال انتخابات 2010 وتحديدا زكريا عزمى وفتحى سرور بالرموز الوطنية، مؤكدا أن الجماعة لن تزاحمهم فى دوائرهم الانتخابية.
ولأن الكلام السابق أعتبره أنا نقدا لمحمد مرسى، بينما سيعتبره الإخوان وشبابهم تجريحا وجزءا من مؤامرة كونية على مرسى والجماعة، كان لابد أن أطرح عليك سؤالى الذى يقول، لماذا يكره الإخوان الانتقاد؟، ولماذا يرون فى الأسئلة المتعلقة بأداء الجماعة عيبا وفعلا من أفعال الحرام؟، وهو السؤال الذى حصلت على إجابته مؤخرا من الزميل والقيادى الإخوانى الذى تعتبره الجماعة - سابقا - هيثم أبوخليل، الذى كتب التالى من الكلام الذى أتمنى عليك أن تقرأه بضمير وتركيز: «عندما نتكلم عن الإعلام المأجور العميل الموجه الذى يتحرك طبقاً لأجندة وعن سحرة فرعون.. يجب أن ننظر ماذا قدمنا نحن الإخوان فى الإعلام المتاح لدينا؟، هل قدمنا نحن إعلاما محايدا؟، هل وجدنا قناة «مصر 25» تقدم برامج محايدة تستضيف وتستوعب الآراء المخالفة؟، هل وجدنا جريدة الحرية والعدالة تنشر مقالات تنتقد وتهاجم وتختلف؟.. هل قدمنا نموذجا؟
أم أننا نتحجج أن نوافذنا الإعلامية هى تعريف بنا، ولا يليق أن نستضيف من يخالفنا!!
قنوات دريم والمحور والنهار والحياة و....إلخ تعمل بأجندة خاصة، هل المقبول أن نعمل مثلهم بأجندة خاصة، تدين بالولاء لمن يدفع ومن يمول؟!.. يا من تلعنون الإعلام صباح مساء، لماذا تتعاملون معه صباح مساء؟، ولماذا تستدعونه عند كل فاعلية لكم طالما أنه خائن عميل؟، ولماذا يكون هذا الإعلام رائعا وجميلا وهو يتحدث عنا، ولماذا هو خائن ومأجور وهو يختلف معنا ؟ أليس المفروض أن من يقبل لعبة الإعلام.. أن يقبل فيها المكسب والخسارة؟.. أخيراً أين نموذجكم أنتم للإعلام المحايد».
انتهى كلام هيثم أبو خليل.. ولكن يبقى سؤال أهم.. هل تملك الجماعة ردا؟، أم ستعيد سيرة مبارك الأولى، ويرفع أنصارها الشعار الشهير.. موتوا بغيظكم، ويقول قادتها: «انتم مش فاهمين حاجة.. سيبونا نشتغل».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة