أكرم القصاص - علا الشافعي

حازم صلاح الدين

صلاح جاهين.. الأحلام لا تموت

الثلاثاء، 24 أبريل 2012 04:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«أنا شاب لكن عمرى ولا ألف عام.. وحيد ولكن بين ضلوعى زحام.. خايف ولكن خوفى منى أنا.. أخرس ولكن قلبى مليان كلام.. عجبى».. إذا قررت أن تمسك قلمك وتكتب عن الفنان المبدع الراحل صلاح جاهين، فبكل تأكيد ستجد القلم عاجزاً عن وصف تلك الحالة الفنية المفعمة بالموهبة المتعددة التى سرحت فى عالم الواقع والخيال سوياً، فعلى الرغم من رحيله عن دنيانا منذ 26 عاماً، فإن أعماله الفنية خالدة معبرة عن أحلام.. أبداً لا تموت، وروح لم تنفصل عن مجتمع منحها الثقة والحب، بدرجة تبدو لمن يراها بشكل عابر كأنها خارج حدود المنطق. القلق كان رفيق «عمنا» جاهين فى حياته، والخلود كان نصيب أشعاره ورسوماته، لأنه كان الرفيق لكل قصص الحب والعشق، والمنادى بحرية وعزة وكرامة الأوطان العربية، فهو استطاع أن يروِّض التناقضات فى مجتمع يزخر بها، ويتحوَّل بديناميكية خارقة فى العمل، وتماهٍ كامل بين الشخصى والعام، ومن شاعر ورسام إلى رمز لشارع توحد مع جراح ناسه المشتتين على هامش الوطن، حيث اتخذ صفهم منذ البداية، وبلور هويتهم وتاريخهم الخاص، ونجح فى تثبيت أحلامهم وهمومهم فى الوعى الإنسانى.
لا أتذكر الفنان الكبير لمجرد اكتشافى بأن ذكرى رحيله الـ26 كانت ليلة السبت الماضى، وليس لمجرد التواجد فى المشهد، وإنما لتأكيد البعد الأسطورى الذى اتسمت به شخصيته، والحث الإنسانى فى تعاملاته مع زملائه والجماهير، فتلك الروح المفعمة بالقلق دائما والتى كانت تسكن جسدا واهنا كانت تمنحه شعلة متوهجة بالمشاعر والأحاسيس، فقد مضى فى رحلته يبحث عن حقيقة ما.. يحاول أن يدركها، فكان قدره أن يسبح طوال الرحلة فى تيار القلق.
«الشعب قام يسأل على حقوقه، والثورة زى النبض فى عروقه، اللى النهاردة يحققه ويرضاه، هو اللى بكره بهمته يفوقه».. جاهين كان حاضراً وبقوة فى ميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير من خلال قصائده وأغانيه التى تغنى بها «العندليب الأسمر» عبدالحليم حافظ الذى شكل، ومعه الملحن الكبير كمال الطويل ثلاثيا ناجحا فى الأغانى الوطنية بعد ثورة 1952، ومن شدة حبه للوطن، أصيب بحالة اكتئاب حادة بعد هزيمة 1967، واعتبر نفسه أحد المسؤولين عن تلك الهزيمة، لأنه منح الشعب الأمل بقصائده. وكم كنت حزيناً، بأن ذكراه مرت هذا العام بلا اهتمام من معظم وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، لكنى كنت سعيداً للغاية، بعد أن وجدت عشاقه على «الفيس» و«تويتر» لم ينسوه أبدا، وظلوا على مدار اليومين الماضيين يحتفلون به، وانتشرت قصائده ورباعياته الشعرية الشهيرة التى اكتست طابعا فلسفيا عميقا.. فهى أشعار تتأمل الحياة والموت والقيم الإنسانية، بلغة البسطاء، فنحن بالفعل نفتقد كثيراً قلمه وريشته وصوته.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد محمود المالح الكاتب السيناوى

شاعر الأحزان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة