أكرم القصاص - علا الشافعي

تامر عبدالمنعم

لقد وقعنا فى الفخ..

الثلاثاء، 24 أبريل 2012 10:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الشاعر اليونانى القديم سيمونيديس: «هزمناهم ليس حين غزوناهم بل حين أنسيناهم تاريخهم وحضارتهم»، وإذا تأملنا هذه المقولة جيداً سنتأكد أن عاملى التاريخ والحضارة فى منتهى الخطورة، ويعتبران الركيزة الأساسية للدول التى انطلقت فى عنان التقدم والازدهار..

إذن، لا يمكن لأمة أبداً أن تتقدم خطوة واحدة للأمام بدون حضارة، فما بالك بدولة تمتلك أصل الحضارات وتمتلك أيضاً تاريخاً حافلاً بالانتصارات منذ قديم الزمان وعلى جميع المستويات والمجالات، وهى أول دولة بمفهوم الدول فى التاريخ !! كيف لا تنهض إلى الآن؟! ومن هو المسؤول عن هذا التخاذل ؟! ولماذا تتحرك الان من سيئ إلى أسوأ على الرغم من قيام الثورة التى قامت من أجل تصحيح المسار؟! هل المشكلة تكمن فى عدم التنظيم بين كل التيارات وما أكثرها على الساحة فى الفترة الحالية ؟! أم أن الفارس المغوار لم يظهر بعد!؟ تساؤلات عديدة تبحث عن إجابة فى ذهنى وللأسف دون جدوى..

كفروا الحضارة المصرية القديمة «الفرعونية» على الرغم من عدم نزول الإسلام فى وقتها!! كفروهم ومنهم من أراد هدم المعابد والتماثيل بل الأهرامات، ومن لم يكفروهم والتزموا بالفخر «فقط» بآبائنا الفراعنة لم يفعلوا شيئاً يذكر من أجل تخليدهم وترسيخهم فى العقل الجمعى المصرى، لتقتصر الحضارة الفرعونية فقط على منتزهات أهل مصر فى الأعياد والمناسبات، وتصبح علاقة المصرى بحضارته مجرد نزهة وركوب خيل أو رحلة مدرسية يلتقط فيها التلاميذ بعض الصور التذكارية إلى جوار أبوالهول أو هرم سقارة!! لقد اختزلنا الحضارة المصرية القديمة فى «حورس» صاحب اسم الدورات الرمضانية الشهيرة لكرة القدم!! أو نفرتيتى التى أحياناً تقدم كجائزة بمهرجان سينمائى!! أو بعض الرقصات الفرعونية «بأزياء رديئة للغاية» فى افتتاح دورة أفريقيا أو مهرجان القاهرة السينمائى! أو تمثال رمسيس الذى أصبح اسماً لأشهر ميادين القاهرة دون أن يعلم %90 من سكانها أى معلومة عن تاريخه ومجده!!

من هذا المنطلق وإذا سَلمنا بأننا نجهل حضارتنا وتاريخنا العريق «وهى حقيقة لا تحتاج لجدال» فعلينا أن نُقر بأننا قد هُزمنا كما ذكر سيمونيديس، هُزمنا لأننا لم نعتز بهذه الحضارة ولم نقدر قيمتها التى يقدرها العالم بأسره ويأتون إليها من شتى بقاع الأرض ليتعرفوا عليها ويقوموا بمحاولات لاكتشاف أسرارها التى سمعوا عنها ودرسوها فى مناهجهم التعليمية ببلدانهم علماً بأن تلاميذنا لا يدرسونها بمناهجنا المصرية!!

هل يُعقل أن تقوم مدرسة الليسيه الفرنسية «التى تتبع السفارة الفرنسية بالقاهرة» بتعليم تلاميذها ذوى السنوات السبع أساسيات الحضارة المصرية القديمة بشكل مُبسط ومُيسر من خلال نصوص القراءة «مثل أمل وعمر بمناهجنا» ونحن كمصريين لا نقوم بذلك؟ هل يُعقل أن يكون الطفل الأجنبى على دراية بقيمة الحضارة المصرية القديمة بينما الطفل المصرى لا يعرف شيئاً عن أجداده؟!

يا سادة، الوعى كل الوعى للتاريخ، علينا بالتركيز على تاريخنا وعلى أمجادنا، فليس من المنطقى أن يعلم الطفل المصرى أن منتخبنا لعب بكأس العالم عام 1990 ولا يعلم شيئاً مثلاً عن الثغرة بحرب أكتوبر المجيدة، وليس من المنطق أن يتعلم أطفالنا لغة اللمبى وبوحة للفنان محمد سعد ولا يعرفوا حرفاً من اللغة الهيروغليفية، وليس من المنطق أن يُسأل مواطن مصرى - فى الثلاثينات من عمره- عن ثورة 1919 «بالتليفزيون المصرى» فيجيب بأنها قامت فى يوليو 1952!!

أخيراً التاريخ ثم التاريخ ثم التاريخ من أجل مستقبل مزدهر وقبلة سليمة يتوجه إليها جموع المصريين دون تشتت ودون تعصب ودون تأثر بحضارات مستوردة وفكر غريب عنا وبعيد كل البُعد عن عاداتنا وتقاليدنا وجذورنا التى هى الأفضل على الإطلاق، لذا أرادوا أن يجعلونا ننساها وبالتالى نُهزم ونقع فى الفخ..








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الحق

التاريخ يكرر نفسه!

عدد الردود 0

بواسطة:

كاظم الهادي

المقال منفصل تماما عن واقع الشعب المصري

عدد الردود 0

بواسطة:

جلال عبد الرحمن

رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

doaa

فعلا للاسف احنا اصبحنا مخترقين

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد محمود المالح

وجه أخر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة