«إذا اقترب أحد من حدود مصر سنكسر قدمه».. هذا ما قاله المشير محمد حسين طنطاوى القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة أثناء حضوره مناورة الجيش الثانى الميدانى فى سيناء «نصر 7». الكلمة جاءت قوية ومدوية من القائد الأعلى لجيش مصر ورسالة صريحة وواضحة للداخل والخارج. وأظن أنها لاقت ترحيبا وارتياحا كبيرا لدى الشارع المصرى للاطمئنان على جهوزية جيشه واستعداده القتالى وقدرته على الردع والدفاع عن أمن مصر وحدودها ضد من يلوح ويفكر فى إعادة احتلال سيناء.
كلمة المشير تتزامن مع التهديدات الإسرائيلية المتكررة وتصريحات قادتها المستفزة وآخرها ما قاله بينى جانتس رئيس الأركان الإسرائيلى بأنه فى حال تحول مصر إلى عدو فإن جنود الجيش الإسرائيلى مستعدون، ووزير الخارجية المتطرف أفيجادور ليبرمان الذى اعتبر قرار وقف تصدير الغاز «عملا لا يبشر بالخير» ويهدد اتفاقية السلام مع مصر وانتهاكا لكامب ديفيد التى تشكل اتفاقية الغاز حجر الأساس فيها.
المشير بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة المنوط به مهمة الدفاع عن أمن مصر وحدودها، ورئيس المجلس العسكرى الذى يدير شؤون مصر الداخلية فى المرحلة الانتقالية الحالية استطاع بالفعل بهذا التصريح القوى أن يسجل أهدافا مهمة فى اللحظات الأخيرة تضاف إلى رصيد المجلس وشعبيته لدى الناس، وأعتقد أن أى استطلاع للرأى الآن فى أداء المجلس سيأتى بنتائج إيجابية للغاية تؤكد ثقة الناس فى قواتها المسلحة، ورضاهم عن أداء المجلس.
وللإنصاف فإن قرار وقف إمدادات الغاز إلى إسرائيل ما كان أن يتم إلا بقرار سياسى من المشير نفسه رغم أنها قضية خلاف ونزاع تجارى مع شركة خاصة لم تلتزم بتعاقداتها، والموافقة على قرار الوقف كان قرارا شجاعا واستجابة للرغبة الشعبية.
ثم أعقبه مباشرة التصديق على قانون مباشرة الحقوق السياسية أو ما يسمى بقانون «عزل الفلول» الذى أقره مجلس الشعب وخرجت القوى السياسية والثورية تطالب به فى مليونية الجمعة الماضية، لاستبعاد فلول النظام السابق من الترشح لانتخابات الرئاسة، وتحديدا استبعاد الفريق أحمد شفيق.
الضربات والأهداف السياسية التى سجلها المشير والمجلس العسكرى فى مرمى المشهد السياسى المتأزم كانت حاسمة ومؤثرة والفائز فى النهاية هو الوطن.