"كان نفسى من صغرى أكبر وأكون بحار، وحلمت طول عمرى بالبحر والأخطار، الحلم حققته لأنى صدقته وكتبنى فى ورقته قبطان من الشطار".
عشقت مياه البحر وأدمنت أهواله ولم تخشَ أصوات أمواجه ولا أنات هياجه، بل استمتعت بهديره عندما يداعب كل الموانئ والأرصفة، ودائما تشتاق لرماله الصفراء التى تراها على مرمى بصرها وطالما تحلم بالوصول إليها، وساعدها حبها للمغامرات والحياة غير الطبيعية وغير التقليدية، لتحلم بأن تكون أول قبطان سيدة مصرية.
كل هذا دفع مروة السلحدار 21 عاما للالتحاق بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى قسم الملاحة البحرية بالإسكندرية، ولكن المفاجأة التى قدمتها مروة كانت من العيار الثقيل عندما عادت يوما لمنزلها لتخبر والديها أنها سوف تنتقل من شعبة النقل الدولى لقسم الملاحة بالأكاديمية، حيث الأخطار وأهوال البحر ولكنها وجدت تشجيعا ومساندة من والدتها، وعلى الجانب الآخر وجدت أباها يخشى على صغيرته ونصحها بالابتعاد عن المخاطرة، ولكن لم يضغط عليها أو يفرض عليها شيئا، ومع إصرارها دعمها وساندها أيضا حتى دخلت المعركة والتحقت بشعبة الملاحة.
خضعت مروة لكل اختبارات الكشف الطبى واللياقة البدنية التى يخضع لها شباب الملاحة وحصلت على لائق فى كل الاختبارات مما أهلها للدخول مع فرقة من الشباب وفتاة واحدة نيجيرية الأصل وهى الفتاة المصرية الوحيدة، فى البداية قُوبلت مروة بالرفض من قبل زملائها، ولكن بعد وقت أدركوا أنها على مستوى المسئولية، لا يوجد فرق بين الشاب والفتاة وأن الإرادة والعزيمة هى التى تتحكم فى النجاح والوصول لتحقيق الأحلام.
ولم تقض العواقب التى تعرضت لها مروة على همتها فى استكمال مشوارها الملاحى والذى تمثل فى صعوبة الحصول على جواز سفر بحرى، وكذلك عند القيام بأحد التدريبات العملية، يقوم الفريق بوضع مجموعة من الضوابط وإرشادات السلامة لكونهم قلقين على وجود فتاة على السفينة.
ولكن على الرغم من هذا أصرت على استكمال مشوارها وتحقيق حلمها، وحتى حلم الزواج والأمومة لم يمنعها من الاستمرار فى تنفيذ وتحقيق الحلم.
وأخيرا تقول مروة" لن أنسى دور والدى ووالدتى وأخى لقد ساندونى ودعمونى ووقفوا بجوارى حتى أصل لما تمنيت وحلمت، كما أن للأكاديمية دور مهم فى إعطائى الفرصة لدخول شعبة الملاحة ومساعدتى كى أصل لحلمى وأن أكون أول فتاة مصرية وعربية تعمل رئيس جمهورية سفينة.
القبطان مروة السلحدار
كتبت دعاء حسام الدين
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة