أكرم القصاص

حرب استعادة الأمل

الجمعة، 27 أبريل 2012 07:52 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل فقد المصريون تفاؤلهم بالمستقبل، بعد شهور راهنوا فيها على أن الأحوال ستكون أفضل، وأنهم سيختارون ممثلين لهم يرسمون خريطة جديدة للحياة؟ انتهت انتخابات مجلس الشعب وتحول البرلمان إلى مكان للخلافات أكثر منه مكانا للاتفاق والتخطيط.

كان الشعب كله فى حالة من الفرح، وهو يشارك لأول مرة فى اختيار مستقبله، عندما تم عرض الاستفتاء، الذى تحول إلى صراع بلا معنى، وانتهى إلى شق الصف، وفى انتخابات مجلس الشعب، كانت هناك إشارات تفاؤل سرعان ما خفتت وتراجعت لصالح حالة من التزاحم، وعدم الفهم، واختلاط الأوراق، بعد أن تحولت السياسة إلى مباراة لفريق ضد آخر، وليست خطوة نحو أهداف أوسع.. وحتى التصويت الخاطئ جزء من الديمقراطية.

خرج المصريون رهانا على نظام ينتشلهم مماهم فيه، ويريحهم من موت بطىء بالمرض، الموت تحت صخرة، أو فى بلاعة، أو بالفيروسات والملوثات، يحلمون بعدل وستر وكرامة، يترجمونها إلى رزق وأمان وراحة بال وابتسامة ونكتة وضحكة ولقمة. يريدون تكافؤ الفرص، وألا يظل أبناؤهم مهما تفوقوا محرومين من الوظائف المهمة، فى الشرطة، والقضاء، والدبلوماسية، والبنوك.

التجربة التى خاضها المصريون فى الانتخابات، لم تترجم حتى الآن إلى تفاصيل، فى المعيشة والأمن والعمل والعلاج. كان الشعب يتصور أن الفائزين فى البرلمان،، عليهم مهمة صعبة فى مرحلة بناء النظام السياسى، والعقد الاجتماعى الجديد مع المجتمع كله بتياراته وتناقضاته، لكن ما جرى هو مزيد من التشتت، والتصارع على الكراسى أكثر من التنافس على الأهداف.. الجمعية التأسيسية تحولت من وسيلة إلى غاية لحيازة الكراسى، ونتوقع أن يتواصل الخلاف حولها، بين أغلبية تصر على تصورها وأقلية تصر على الابتعاد.

الأولويات اختفت وسط جدل، ولايمكن أن تختلف أغلبية الشعب المصرى حول أن الدولة القادمة، يجب أن تضمن لكل مواطن الحق فى العمل والتعليم والعلاج والمسكن، وضمان اجتماعى للشيخ، واليتيم، والضعيف. وأن المواطن يستحق أن يحصل على عمل يضمن له دخلا يكفيه هو وأسرته، وألا يبقى نصف الشعب فقيراً، ونصفه متسول، وأن يتم إنهاء الوساطة وأن يصل الأكفأ إلى الموقع الأفضل.

كل هذا اختفى خلف الصراعات، ويدفع الكثير من المصريين لمغادرة تفاؤلهم، والخوف من ألا تنهى الانتخابات الرئاسية حيرتهم، مثلما لم تنه الانتخابات البرلمانية هذا القلق، حيث ينتهى الصراع لمزيد من التصارع الذى يبعد المصريين عن أهدافهم فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.

لقد كان أفضل ما فى ثورة يناير الأمل الذى كان بسيطا وواضحا، لكنه مع التفاصيل والإجراءات، بدا أنه يبتعد ويبدو أكثر تعقيداً، الوضوح اختفى خلف زحام الخلافات والصراعات، والانقسامات، والإحباط. والمطلوب الآن هو استعادة الأمل، الذى ضاع خلف غبار الصراعات والخلافات، إنها الحرب الأهم من أجل استعادة الأمل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة