أخيراً، وبعد صراعات قانونية ومكائد سياسية وأكروبات حزبية وجعجعات إعلامية عرفنا من هم المرشحون الذين يحق لهم خوض حلبة السباق الرئاسى وفقاً لما أعلنته اللجنة العليا للانتخابات الخميس الفائت 26/4، وعليه صار لدينا 13 مرشحاً، كلا منهم يحلم بالجلوس فوق الكرسى الذى جلس عليه رمسيس الثانى ومحمد على وجمال عبد الناصر.. وحسنى مبارك!
بنظرة سريعة على الذين حظوا بنعمة حق الترشح سنكتشف بيسر أنهم جميعاً، وبدرجات متفاوتة يخاصمون فقراء هذا البلد ولا يشغلهم مداواة آفة الفقرالمزمن التى تمسك بخناق أكثر من نصف عددنا نحن المصريين، أى أن هناك نحو خمسين مليون مواطن مصرى يكابد حرماناً ملعوناً من الحق الأدنى فى الحياة الكريمة.
صحيح أن هؤلاء المرشحين يغازلون البسطاء بكلام معسول حول تحسين أوضاعهم، إلا أنهم لا يطرحون برنامجاً واضحاً يستهدف ليس تخيف معاناة الفقراء فحسب، بل القضاء على الفقر نفسه كما يطالب الناس ويحلمون منذ قرون.
دع عنك أن بعض المرشحين كانوا من رجال مبارك الذى خلعته ثورة شعبية عارمة مثل الفريق أحمد شفيق الوحيد الذى كان رئيس وزراء مبارك، ثم رئيس وزراء مصر بعد الثورة كما أصر المجلس العسكرى على تعيينه آنذاك فى إشارة بائسة إلى أن نظام مبارك مازال مستمراً (لا يعرف أحد كيف تم قبول تظلمه من قانون العزل السياسى وعودته إلى السباق مرة أخرى، فقد تكون إشارة سيئة إلى المستقبل). ولا تنس السيد عمرو موسى وزير خارجية مبارك لمدة عشرة أعوام كاملة! أقول دعك من هؤلاء الطامعين فى المنصب المرموق وهم لا يستحقونه على الإطلاق، وإنما أتحدث عن بعض الرجال المحترمين الذين يلهثون خلف الكرسى الأشهر فى مصر، إذ إنهم لم يخبرونا فى برامجهم الانتخابية، إذا كانت لهم برامج، كيف سيقضون على الفقر؟ وفى أى مدة زمنية؟ وما هى وسائلهم لدحر الأمية الأبجدية (نحو 30 مليون مصرى لا يعرف القراءة والكتابة)، دعك من الأمية التكنولوجية الآن؟ وما نصيب العامل والفلاح والموظف الصغير من ثروة البلد، وهم الذين يصنعون ويزرعون ويخلقون هذه الثروة، ومع ذلك يحيا الملايين من العمال والفلاحين حياة شحيحة مغلفة بحرمان دائم وكبير!
أما أسوأ ما يتصف به الغالبية العظمى من المرشحين، فهى أعمارهم الفلكية، فالسيد عمرو موسى 76 عاماً، والفريق شفيق 70 عاماً، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح 60 عاماً والسيد محمد مرسى 61 عاماً والسيد حمدين صباحى 58 عاماً، والمستشار هشام بسطويسى 59 عاماً تقريباً، وهكذا أى أن الشباب الذى أشعل قناديل الثورة محروم من التطلع إلى حكم مصر التى فى حاجة ماسة الآن إلى رئيس شاب لايتجاوز عمره 45 عاماً. رئيس مدجج بحب الوطن ومدعوم بحيوية شبابية تمنحانه فرصة واسعة لضبط الأوضاع وإصلاح ما فعله السفهاء من حكام مصر السابقين!
باختصار... فإن رئيس مصر المقبل وفقاً للمرشحين الــ 13 لن يكون منحازاً إلى فقراء هذا البلد، وسيسعى إلى إعادة إنتاج نظام مبارك الذى استغل الناس وقهرهم، ولكن مع بعض التحسينات هنا أو هناك، إلا إذا تمكن فقراء هذا البلد (عمال/ فلاحون/ موظفون صغار/ مثقفون محترمون... إلخ) من تنظيم أنفسهم فى أحزاب سياسية تسعى إلى توعية الناس وتثقيفهم من أجل الوصول إلى السلطة لتشييد مجتمع أكثر عدلاً وحرية وجمالاً.
يبقى سؤال مهم: ترى هل فعلاً ستجرى انتخابات الرئاسة ويكون لدينا رئيس جديد فى مايو المقبل كما أعلن المجلس العسكرى من قبل؟ أم أن هذا المجلس سيطمع فى السلطة ويظل ممسكاً بها فترة أخرى لا يعلم مداها أحد؟ خاصة والحجج كثيرة، فلا دستور كتب، ولا لجنة تأسيسية شكلت لكتابته؟ كما أن الخوف على سلامة الوطن من (أعدائنا الخارجيين) يحتم على المجلس العسكرى وعلى الشعب كله أن يلتفت إلى هؤلاء الأعداء! هذا ما قد يعلنه المجلس فى لحظة مدروسة مبرراً بقاءه فى السلطة إلى ما لانهاية!
ربنا يستر!
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال عبد الناصر
لا أعتقد
عدد الردود 0
بواسطة:
الناشط احمد المالح
الفقراء
عدد الردود 0
بواسطة:
سهام فوزى
لا اظن