عشرات الرسائل والتعليقات والمكالمات تلومنى على مناصرة حازم أبوإسماعيل، باعتبار أن الأمر حُسم بأوراق أمريكية رسمية.. وقد تملكنى العجب لمن يفترض الصدق فى أمريكا والكذب فى أبوإسماعيل، ومعروف للدنيا كلِّها أن أمريكا دولة قائمة على الكذب والبهتان والتزوير.
فقد احتلت العراق ودمرت شعبه بالكذب والتزوير، بزعم امتلاكه أسلحة دمار شامل، وبعد تمزيق وتفتيت العراق تبين كذب وافتراء أمريكا.. وبالكذب والبهتان احتلت البلد الفقير أفغانستان، باعتباره المصدر الأول للإرهاب، وبعد احتلاله تبين كذب أمريكا، وبالتزوير والتلفيق سجنت عمر عبدالرحمن، الشيخ الضرير.
ومنذ أيام فجّرت جريدة واشنطن بوست فضيحة، بتاريخ 18 إبريل 2012 أنا أهديها للذين يحسنون الظن بأولاد العم سام؛ حيث نشرت اعترافات لعميل أمريكى لمكتب التحقيقات الفيدرالى يدعى «فردريك وايتهورست»، وهو محامٍ وكيميائى، يعمل فى مختبر الجريمة «الذى يسمى بـ«الطب الجنائى»، قال: إن رؤساءه أجبروه على تلفيق الأدلة ضد الشيخ الضرير عمر عبدالرحمن، مؤكدًا أنه تعرض لقدر كبير من الضغط.والأكثر إثارةً ودهشةً أن واشنطن بوست نشرت تقريرًا مفصلًا عن انعدام النزاهة وغياب العدالة، بل التلفيق والتزوير، فى قضايا عدة، من بينها تفجيرات أوكلاهوما؛ حيث اعتمدوا فيها على عملاء سيِّئى السمعة، وشهادات زور، كما تقول الجريدة.
كل ذلك يبين أن أمريكا دولة قائمة على التزوير والتلفيق، ولا تتمتع بالنزاهة، خاصة مع أبناء العرب والمسلمين.. فلماذا نفترض فيها الصدق والورع، خاصة أنها لا تملك وثائق جنسية والدة أبوإسماعيل أو شهادة التوقيع ببصمات الأصابع.
بل إن عددًا من المستشارين والمحامين الأمريكان الصادقين أكدوا خلال الأيام الماضية أن اسم والدة الشيخ حازم «غير مثبت فى أى وثائق أو محفوظات رسمية أمريكية، وأنها بكل تأكيد لا تملك الجنسية الأمريكية».
ورغم المؤامرة والتدليس والتلفيق نقول للشيخ حازم أبوإسماعيل: لا تحزن.. فإن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرًا، فطريق الإصلاح وبناء النهضة ليس مفروشًا بالورود ولا الرياحين، لكنه طريق ملىء بالعثرات والعقبات، فاصبر واحتسب، فإن العاقبة للمتقين.