فى رحلة البحث عن رئيس عليك أن تبحث أولاً عن كوبونات صرف الأنبوبة، أو اللحاق بطوابير الباحثين عن بطاقة تموين والعودة لشرب شاى «الشيخ الشريب».. فالعالم كله يسير إلى الأمام، أما نحن فنتفنن فى الرجوع للخلف.. ولا أعرف كيف أمسك فى تلابيب الاتحاد السوفيتى، أو أضرب ماركس «قلمين» على ما فعله تلميذهم الاشتراكى ووزيرنا الاشتباكى جودشوف عبدالخالق فينا منذ أن تولى وزارة التضامن الاجتماعى منذ عام ونصف تقريبا.. فكيف لحلم الثورة أن يخرج علينا بتلك الكوابيس؟ ولماذا رحمنا الناس من الإدارة بالأزمات عند مصيلحى، وزير التموين فى النظام البائد، إذا كنا سنبتليهم بالإدارة بالتهيؤات عند جودشوف؟.. يا سادة نحن مقدمون على كارثة فى أول الشهر القادم تحت اسم مذبحة الكوبونات.. فالغالبية العظمى من المواطنين تعيش على أنابيب البوتاجاز كمصدر نادر للطاقة يتطلب «فحتهم» للوصول إليها رغم أنها مدعمة، فما بالك حينما نرفع الدعم، ويقتصر على حملة بطاقات التموين.. فكم عدد المصريين الذين يمتلكون هذا الحرز الأثرى حتى يحصلوا على 2 أنبوبة كل شهر لأربعة أفراد المفترض أنهم يأكلون ويغتسلون بانتظام مثل البشر، خاصة أن الأنبوبة سعة 12 كيلو ونصف تتسلمها غالبا سعة 6 كيلو؟ واسألونى أنا، فلم يصل الغاز الطبيعى لى بعد، وأعيش مثل أطفال الأنابيب، فأشتريها يوما بـ 10 جنيهات، ويوما مضطرا بـ40، وفى كل الحالات هى متغطية بالدعم وممتلئة للنصف. فحزر فزر «لما يشيلوا الغطاء هيحصل إيه».. خاصة أنه لا أمل فى الرقابة أو تنفيذ خدمة التوصيل، وعلى شعب الأنابيب اللجوء للمتاجرين والسريحة، والمتوقع أن يصل سعر الأنبوبة إلى مائة جنيه، وألا يقل عن 50 فى حالة الوفرة التى لا نشاهدها إلا نادرا فى أيام الصيف، لأن الاستحمام غالبا يكون «صاقع» للأنبوبيين من أمثالنا.. فلماذا تصر الحكومة على تنفيذ هذه الكارثة الآن، رغم أن أعضاء مجلس الشعب رفضوا هذا المشروع، وأكدوا صادقين على فشله، وعدم قدرته على نفع مستحقى الدعم، إضافة إلى خلق مشكلة وفتنة أنبوبية فى مجتمع لا يمتلك أغلبية فقرائه بطاقة تموين، ولا أمل لهم فى الحصول عليها؟، وكيف لحكومة من المفترض أنها انتقالية أن تضعنا فى تلك الأزمة القومية ونحن على مشارف انتخابات رئاسية، وحالتنا الأمنية منيلة بستين نيلة؟.. الغريب أن موضوع الكوبونات ينسب لمصيلحى، الوزير السابق، فلماذا يصرّ الوزير الحالى على تطبيقه رغم أننا لم نستفد بخبراته الاقتصادية حتى فى سوق البصل؟ وأين فكر الثورة هنا إلا إذا كان الرفيق «جودشوف» فهم الموضوع غلط، وكأن على الحكومة أن تدعو الناس إلى ثورة كل يوم للحصول على احتياجاتهم؟.. هذا الأداء المتخبط الأعمى ليس لمصلحة مستحقى الدعم أو الفقراء، بل يخدم فى الأساس خطة متكاملة لنشر الفوضى التى لا يعلم أحد دور المسؤولين فيها.. ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة