من أهم ملامح مشروع النهضة الذى أعده كوادر جماعة الإخوان المسلمين تحت إشراف خيرت الشاطر هو «تغيير العقيدة التى تحكم أجهزة الدولة ومؤسساتها لخدمة المواطن، وتغيير العقيدة الأمنية لأفراد الشرطة لتدعيم فكرة الولاء للمواطن، وتقنين دور الدولة فى الإعلام، وإطلاق حرية التعبير المنضبطة بالقيم، ورفع كفاءة الجيش ليحمى الأمن القومى للبلاد والأمن القومى العربى وأمن الخليج»، ويستهدف المشروع إلى الوصول إلى «إنسان مصرى مطمئن بربه، مطمئن بأسرته، آمن فى عمله وبيئته ومجتمعه»، المشروع الذى هو حصيلة جهد شاق وعمل دؤوب دام أكثر من 15 عاما، ويعتمده الدكتور محمد مرسى برنامجا انتخابيا، ويستحق المناقشة بهدوء، لأنه اجتهاد فضفاض، وتمت صياغته ببلاغة مليئة بالثقوب، فأنت لا تعرف كيف يتم تغيير «عقيدة» أجهزة الدولة، وما هى حدود حرية التعبير «المنضبطة بالقيم» ومن فى يده تحديدها؟، أما عن كفاءة الجيش هل صاحب المشروع من خبراء العسكرية وأمن البلاد؟ ولماذا التأكيد على أمن الخليج فى هذا التوقيت «وهو موضوع مهم للمصريين بكل تأكيد»؟ ولماذا لم يتم الحديث عن أمن السودان واليمن والعراق وفلسطين أيضاً، وهل سيقوم الجيش المصرى فى حال نجاح مرسى بطرد القوات الأمريكية من قواعدها فى الخليج؟ أما الشق الاقتصادى فى المشروع الذى نشرت «المصرى اليوم» ملامحه أول أمس، فهو يسعى إلى التحول السريع والشامل من اقتصاد ريعى إلى اقتصاد قيمة مضافة فى إطار مجتمع المعرفة والإنتاج، ومن خلال 100 مشروع قومى تفوق تكلفة كل منها المليار دولار، يضمن مضاعفة الناتج المحلى الإجمالى فى 5 سنوات، بمتوسط نمو بين 6.5 و%7» ولا تعرف على أى أساس تحديد هذه النسب، ولماذا لا تكون النسبة الصحيحة %8.9، ومن أين ستمول هذه المشروعات «العملاقة»، الإخوان ليسوا اشتراكيين بالطبع لكى يتحدثوا عن الزراعة والعمال والصيادين، مشكلة القائمين على المشروع أنهم يعتقدون أنهم استلموا مصر «على المحارة»، ويريدون تشطيبها على مزاجهم، وأنهم سيعيشون فيها بمفردهم، المشروع فى مجمله يحتاج مناقشة هادئة بدون تشنج، قبل أن يعتقد الفقراء «الذين لا يجيدون التجارة» أنه يحمل الخير لهم.
لا يوجد عاقل يدافع عن المشاهد الإباحية والإسفاف فى وسائل الإعلام، ولا يوجد عاقل أيضا يمكنه تصديق النوايا التى تجلس خلف مشروع الشيخ سيد عسكر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب، المادة الأولى منه تقر بإنشاء مجلس أعلى للبث السمعى والبصرى يكون مستقلا ومعتمدا على موارده «التى لا تعرف ستكون من أين؟»، وينص القانون على 12 محظورا، معظمها يوجد له عقوبات فى القانون أصلا، أما العقوبات فهى السجن والغرامة، ولا يجوز عزل المجلس مدة ثلاث سنوات، المشروع يستهدف حرية الإبداع والفكر ومنح رجال الدين سلطات إضافية على حساب صناع الفنون، الشيخ قال لـ«الأهرام» إن القانون لا يفرق بين الأفلام القديمة والجديدة، أى أن الإخوان يريدون معاقبة الأجيال القديمة أيضا، لأنهم تطاولوا عليهم وصنعوا أفلاما فيها رقص وغناء، ولا أعرف لماذا يعتقد «إخواننا» أننا شعب قاصر يجب تربيته من جديد؟ هم لا يعرفون أن العالم تغير وأصبح رحبا، ولا يستطيع أحد المنع، والأفلام التى يريدون حجبها تذيعها القنوات السعودية، فهل سينفذون قوانينهم الجديدة التى يدافع عنها صاحب ساقية الصاوى المنصوبة على أرض ملكية عامة على السعوديين لضرب استثماراتهم فى المنطقة؟.. الثورة قامت من أجل الحرية، فلماذا يفعل الإخوان بنا كل هذا؟