سعيد الشحات

دموع أبوحامد لجعجع

الثلاثاء، 03 أبريل 2012 07:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان من الأجدى بالنائب البرلمانى محمد أبوحامد أن يحبس دموعه التى ذرفها أمام اللبنانى سمير جعجع، حتى يذرفها هنا فى مصر على ثورة شعبها التى تتم سرقتها الآن، وكان من الأولى بـ«أبوحامد» الذى يربط نفسه بالثورة المصرية، أن يقرأ التاريخ جيداً، من أجل معرفة الحقيقة حتى لا يذكر كلماته الجوفاء: «الحكيم جعجع استطاع أن يكون بحق رمزاً للثورة، ورمزاً للصمود فى العالم العربى كله وليس فى لبنان فحسب»، وأضاف: «أشكرك سيدى لقد ألهمتنا».

لم يعط المصريون لـ«أبوحامد» صك الحديث باسم ثورتهم أمام جعجع، ومتجاهلاً أن الذى يبكى أمامه، كان قائداً لميليشيات الكتائب اللبنانية التى ارتكبت مذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982، التى راح ضحيتها آلاف الفلسطينيين، ولم تقل هذه المذبحة بكل بشاعتها عن إبادة قرى فلسطينية مثل دير ياسين وكفر قاسم التى ارتكبتها الدولة الصهيونية، كما أن جعجع كان سجينا بحكم قضائى على أثر تورطه فى اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رشيد كرامى، وحكم عليه بالإعدام، حتى تم تخفيف الحكم إلى الأشغال الشاقة، وذلك فى سياق الاتفاق بين قيادات الطوائف اللبنانية عام 1991 بإسقاط التهم عن زعماء الحرب الأهلية فى لبنان لإنهاء هذه الحرب التى استمرت من عام 1975 حتى عام 1991.

هذا التاريخ الملطخ بالدماء لجعجع، حوله أبوحامد إلى ثوب ناصع البياض دفعه إلى أن يصف صاحبه بـ«رمز الثورة ورمز الصمود»، فعن أى صمود يتحدث، وعن أى ثورة يتحدث؟

ثورة 25 يناير ليست طائفية حتى يضعها أبوحامد، فى بوتقة واحدة مع التناحر الطائفى فى لبنان والذى تمحور حول النفوذ السورى فيها، وليس صحيحاً أن الانتفاضات اللبنانية التى هبت حول هذا التمحور كانت من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وإنما كانت لتكريس الطائفية وهيمنة أمرائها، وبالتالى فإن ثورة 25 يناير ليست صغيرة إلى هذا الحد حتى لو تاهت بها السبل كما هو حادث الآن، وليس مسموحاً لـ«أبوحامد» وغيره أن ينزل بها إلى هذا التسفيه، والدموع التى ذرفها، والكلمات التى أطلقها ستبقى محل إدانة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة