أكرم القصاص

غش جماعى.. وحرية ضد الحرية

الإثنين، 30 أبريل 2012 07:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أفضل ما يمكن إطلاقه على ما يجرى الآن فى عالم السياسة وما حولها أنه حالة غش سياسى جماعى، يمارسه السياسيون، ويوظفون فيه الأبرياء والحمقى لخدمة أهدافهم. وغالبًا تكون النتائج متوقعة ومرسومة، وعندما تحدث الأحداث يفغر البعض أفواههم من المفاجأة، وندخل فى نفس الجدل. والضحايا فى كل الحالات ليسوا هؤلاء الداعين للحدث، يسقط الأبرياء جرحى فى الدفاع عن الجنسية المزدوجة، ويخسر المصريون أعمالهم أو يواجهون القلق والضغط.

فى أحداث وزارة الدفاع سوف تسمع كلامًا كثيرًا عن الحق فى التظاهر، مع كامل التجاهل لكون هذه المظاهرات قادها أنصار حازم أبو إسماعيل اعتراضًا على استبعاده بسبب جنسية والدته الأمريكية. رافعين شعارات، منها حل اللجنة العليا للرئاسة، وإسقاط حكم العسكر، لم يرفعها «حازمون» حتى استبعاد مرشحهم المزدوج، والذى اختفى من الصورة، غير معنى بالخسائر. وانضم لهم عدد من كبار المهللين ممن يعتبرون «الهيصة غاية، والدوشة وجهة نظر»، بصرف النظر عن النتيجة. المهم أن يلتقطوا صورًا ويمارسوا «التوترة» بعد الاستمتاع بصورهم. وليس من بين الداعين ولا المهللين مصاب واحد، ومن يهتفون ضد العسكر الآن مستعدون لوقف تحركهم لو عاد مرشحهم المزدوج. وحتى حازم يتابع «من منازلهم»، منتظرًا سقوط ضحايا ليحملهم ويطوف بهم نحو مزيد من الزحمة.

إنه الغش الجماعى الذى جرى فى الأزمة مع السعودية، والتى تحولت من أزمة تخص حرية مواطن مصرى، إلى مشتمة، وحرب بين المصريين والسعوديين، باسم الكرامة، لم يعد لدى البعض أى احترام لكرامة الآخرين. وإذا ذكرت مصالح مليونى مصرى يخرج البعض ليملأ الدنيا صراخًا مجانيّا عن الكرامة، استهانة بمصالح وأمن مئات الآلاف. وهم من ملايين يساهمون فى الاقتصاد، ويظهر من يسخر من أكل العيش ويبالغ فى الحديث عن الكرامة.

الكرامة والحماية تبدأ من هنا من الداخل، وليس من الآخرين، نلوم خارجيتنا وحكومتنا وبرلماننا ومجلسنا، هناك مئات من المصريين تعرضوا لمظالم ويستحقون المساندة، ليس فقط بحروب الحنجرة، وإنما بالدعوة لوضع آليات تصون كرامة المصرى فى الداخل والخارج، فى طوابير العيش والبوتاجاز والعلاج.

ومن الممكن أن ندافع عن كرامتنا دون أن نتعرض لكرامة الآخرين، وكرامة مواطنى الدولة التى يطالبونها باقتضاء الحق منها.

ولم ينتبه الشتامون إلى أنهم يتجاوزون النقد إلى إهانة كرامة من يطالبونه بالدفاع عن الكرامة.

كادت قضية الجيزاوى تختفى خلف الشتائم، وتجاوزت حد النقد إلى حرب على كل الجبهات، يخوضونها مجانًا، لأنهم ليسوا من يدفع الثمن المباشر، ضمن قضية لا تخلو من الغش الجماعى السياسى، لأن أصحابها ومشعليها يخفون أكثر مما يعلنون. ويحولون معاركهم الشخصية إلى معارك للوطن كله، هؤلاء هم الطرف الثالث، الذى لا يصاب فى مظاهرات، ولا يخسر عمله، ويستمتع بمساندة أعداء الحرية باسم الحرية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة