ساعة ونصف فى ساقية الصاوى، أول أمس، استمتع فيها الجمهور بغناء رائع من فنان رائع هو وجيه عزيز.
اكتظت القاعة بجمهور جاء ليستمتع بوجيه، وظل متفاعلا معه فى أغنياته الجديدة والقديمة، يرددون وراءه، ويطلبون منه، فيتوحد معهم ليذوب الجميع فى غناء يسمو بالوجدان، غناء يحدثك عن نفسك ووطنك وحاجتك الإنسانية، وحين يكون اختياره الرئيسى فى ذلك من ذخائر الشاعرين العظيمين فؤاد حداد وصلاح جاهين تتأكد أنك أمام غناء من العيار الثقيل.
فى تقديم النائب البرلمانى وصاحب الساقية محمد الصاوى للفنان وجيه قال: إنه لا يأتى للغناء فى الساقية إلا فى اللحظة التى يشعر فيها أن لديه حالة توحد ذهنى ووجدانى، وأن لديه ما يقدمه بالفعل، وبعد عاصفة من التصفيق كانت فى استقبال وجيه، بدأ حفله بأغنية: «مش هنقبل هوان تانى»، وهى الأغنية التى جاءت فى توقيتها تماما، ومن أغنية إلى أخرى واصل وجيه عزيز تجليه حتى بلغ ذروته مع أغنية «أنا كنت شىء»، وعلى إيقاع موسيقى استلهمه من الذكر فى الجلسات الصوفية جاء إبداع وجيه، وأعطى تفاعل الجمهور معه، بشرائحه العمرية المختلفة، نبضا تفهم منه أن وجيه وهذا الجمهور أصدقاء لا يفترقان، وذلك بطريقة تذكرك بما يقال عن كوكب الشرق أم كلثوم من أنها كانت تحفظ الشخصيات التى تعتاد حفلاتها الشهرية، وكانت تلحظ بسهولة غياب أى واحد منهم.
المحبة المتبادلة بين وجيه عزيز وجمهوره لم تأت من فراغ، وإنما تولدت واستمرت عبر سنوات اختار فيها طريقه فى الغناء دون تنازل أو نفاق، وفى وقت يواصل فيه أنصاف المواهب فرض أنفسهم بوسائل التسويق التى لا تعتمد على الموهبة، لم يحدْ وجيه عن تطوير مشروعه الموسيقى الغنائى الذى بشر، ولا يزال يبشر، بالتغيير والثورة والسعى إلى قيمة الإنسان.
لم يسعَ وجيه يوما إلى أن يكون حديث الفضائيات ووسائل الإعلام دون داع، وكثيرا ما حدثته فى ضرورة ظهوره الإعلامى حتى لا تكون الساحة خالية لكل من يبث سمومه فى وجدان المصريين، إلا أنه كان يرد مصمما على نهجه قائلا: «للإعلام وقت، وللقراءة والمعرفة وقت، أما مشروعى الغنائى وتطويره فله أغلب الوقت».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة