أختلف فى كثير من أطروحات القيادى الإخوانى والنائب البرلمانى الدكتور محمد البلتاجى ولدى تحفظ على بعض أدائه فى مجلس الشعب، ولكنى من المعجبين به وبشجاعته الأدبية فى الفترة الأخيرة فى الاختلاف مع مواقف جماعة الإخوان التى ينتمى إليها، ومعارضته لبعض قراراتها والتى كانت سببا فى ابتعاد أو انقلاب القوى السياسية المدنية وقطاع ليس بالقليل من الرأى العام عليها.
وأظن أن الدكتور البلتاجى يدرك جيدا مغبة مواقفه وخلافه أو اختلافه مع قرارات الجماعة، ومصير كل الأصوات التى عارضت أمورا تنظيمية أو مواقف سياسية مثل الدكتور محمد حبيب والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وثروت الخرباوى وهيثم أبوخليل، إما بالابعاد أو الابتعاد. فلا صوت يعلو داخل الجماعة فوق صوت المرشد العام أو مكتب الإرشاد أو مجلس شورى الإخوان، ولا رأى إلا ما ترى، أما باقى الآراء فهى مجرد أصوات فى البرية تطلق صرخاتها الاحتجاجية وتمضى.
الدكتور محمد البلتاجى فى الأيام الأخيرة يعتبر هو صوت العقل والحكمة والرشد داخل الجماعة بتصريحاته التى بدت مغايرة لموقف الإخوان فى طريقة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور ودعا إلى ضرورة الاعتراف بالخطأ من الجماعة والحزب لإعادة التوافق الوطنى ورأب الصدع فى العلاقة بين الإخوان وباقى القوى السياسية والحزبية واستعداد الحزب لسحب بعض أعضائه من الجمعية التأسيسية للدستور وأن يكون هناك مشاركة أوسع للمرأة والأقباط والشباب فيها، وتأكيده على أن مصر دولة ديمقراطية لا دينية ولا علمانية, تصريحات الدكتور البلتاجى الأخيرة بشأن ترشيح الجماعة للمهندس خيرت الشاطر للرئاسة تستحق التوقف أمامها والتأمل فى دلالتها والنظر إليها بالتزامن مع موقف شباب الجماعة من ترشيح الشاطر، وتأثير ذلك على سلامة الجسد التنظيمى للجماعة، فالدكتور البلتاجى رفض القرار واعتبر أن الإخوان وقعوا فى «الفخ» بهذا الترشيح من منطلق أن من الظلم لهم وللوطن أن يتحملوا مسؤولية الوطن كاملة فى تلك الظروف الحرجة، ولا يخفى قلقه على مستقبل مصر ومستقبل الجماعة والتيار الإسلامى عموما الذى يتورط فى العمل السياسى بالاستحواذ والاحتكار والذى قد يؤدى فى النهاية إلى فشل تجربته والتخلص منه سريعا، ولذلك يطلق البلتاجى صيحة التحذير من هذا «التوريط».
فى النهاية أعتقد أن صوت الدكتور البلتاجى يعبر عن رأى الكثيرين داخل الجماعة التى تنتابهم مشاعر القلق والخوف على مستقبل الجماعة إذا لم يتحكم صوت العقل والحكمة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة