مالفرق بين البلطجة وقطع الطريق بسبب أو بدون سبب؟. البلطجية يراهنون على غياب الأمن، ويستغلون الفوضى، وكثير ممن يقطعون الطريق، يراهنون على نفس الأمر. وكلاهما يضاعف من الشعور بالفوضى، وغياب الأمن. ظهرت حالة اشتباه فى إصابة طالبة بجامعة الأزهر بالسل، خرج طلاب الجامعة ليقطعوا الطريق. إذا سألت أيا من الطلاب والطالبات الذين قطعوا الطريق عن الهدف، لن تجد إجابة. البعض يقول إنه يخاف على نفسه من العدوى، ولا يريد الاقتناع بأن المرض له أسباب، وأنه غير معد إلا فى ظروف معينة، وهل قطع الطريق يعالج المرض.
على الطريق الزراعى والصحراوى كلما وقع حادث يخرج أهالى الضحايا ليقطعوا الطريق ويحطموا السيارات، وبدلا من أن يحاولوا التفكير فى مواجهة الكارثة، يرتكبون جرائم وكوارث جديدة ضد أبرياء. وفى الصعيد أو بحرى أصبح منع حركة القطارات عادة للتعبير عن الاعتراض، ولا يفكر هؤلاء أنهم يضرون أنفسهم وغيرهم، ويعطلون مصالح بشر مثلهم، ويفقدون تعاطف الناس معهم. فى أحد مدن الأقصر تأخر شيخ المسجد عن خطبة الجمعة، فخرج المصلون ليقطعوا الطريق، مع أنهم كان من الممكن أن يختاروا شيخا من بينهم يخطب الجمعة، لكنه الاستسهال والاستهبال.
ولن تجد إجابة عن سؤال: لماذا يواصل الألتراس اعتصامهم، وأى قصاص يطلبون، وهل يريدون أن تنتقم لهم الدولة من المتهمين مباشرة بدون تحقيقات؟.
نظم شباب الألتراس أنفسهم، وخرجوا من اعتصامهم أمام البرلمان ليقطعوا كوبرى 6 أكتوبر، قال بعضهم إنها قرصة ودن، وأنهم سيصعدون من أجل القصاص، أى قصاص والقضية أمام النيابة والقضاء، وتم إعلان المتهمين. مجرد استعراض لقوة المجموع، لايحول تلك القوة لأكثر من زحام فارغ ومولد بلا هدف. لا أحد يقول نقل التعصب الكروى للسياسة يحولها إلى مباريات فى التعصب. هناك من يشجع ومن ينافق، لكن أحدا لاينتقد تحويل التعصب إلى تنظيم جماعى، والمبالغة فى رد الفعل. شارك الألتراس فى يناير بدور داخل المجموع، لكنهم خارج نطاق الرياضة ليست لديهم تصورات، والرياضة والتشجيع غير السياسة والنفخ فى الأمر حوله إلى نوع من المبالغة والاستعراض المجانى.
موضة قطع الطرقات أصبحت نوعا من الإدمان والاستسهال وأحيانا الاستهبال. وأقرب طريق للتعبير عن الرأى. إذا تأخرت المياه أو الغاز أو الزيت أو السكر يتم قطع الطريق بدون تفكير. قد تكون هناك أسباب لاعتراضات الناس، والكثير ممن يقطعون الطرقات، هم ممن كانوا يخافون وتشجعوا من تأكدهم من غياب الأمن والحكومة، وبعضهم له أسبابه التى يضيعها قطع الطريق، وتعطيل القطارات وتدمير الممتلكات. وسببها غياب السياسة والتنظيم. وتفرغ الأحزاب والتيارات السياسية والبرلمان والحكومة لمصارعات عبثية، وصراعات على السلطة. ليبقى قطع الطريق من غير سبب والاستهبال مستمرا.