أكرم القصاص

الكذاب للرئاسة.. والمخادع للسياسة

السبت، 07 أبريل 2012 07:48 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«يروج الكذب فى الأسبوع الأول من الزواج وموسم الانتخابات»، مقولة بريطانية، و«الكذاب بيروح النار». لكن بعض الكذابين يذهبون إلى لجنة الانتخابات الرئاسية ويقدمون أوراقهم، ويجدون أنصارا يتظاهرون دفاعا عن الكذب، يعتبرون كشف الكذب مؤامرة ولا يرون الكذب أكبر مؤامرة.

نحن محاصرون بالكذب والمناورات، فى الشارع والبرلمان والانتخابات الرئاسية والجمعية التأسيسية، الكذب قاعدة، والصدق استثناء.. يسمونه مبررات ومناورات.

إذا كان السياسى معذورا، وهو يكذب مدافعا عن مصالحه، فما هو عذر الذين يصدقون الكذب ويتظاهرون دفاعا عنه.

الكذب موجود لدى كل التيارات السياسية من اليسار لليمين للوسط، ومن بين اليسار والليبراليين من كذبوا على الثورة وركبوا عليها وتصدروا المشهد وفازوا فى الانتخابات بالخداع واحتلوا المشهد، ولما وصلوا للبرلمان تخلوا عن ناخبيهم ومصالح مواطنيهم.

وجماعة الإخوان قالت: نريد مشاركة لا مغالبة، عندما لم تقدم القوى السياسية المختلفة ما يجبر على وضعها فى الاعتبار، وانصرفت لجمع الغنائم الإعلامية، رأت الجماعة من حقها احتلال الفراغ القائم، وتراجعت عن المشاركة وغلبت المغالبة، فى اللجنة والدستور وحتى فى انتخابات الرئاسة، تراجعت عن القول بأنها لن تقدم مرشحا ورشحت خيرت الشاطر، الذى ساهم فى فصل عبدالمنعم أبوالفتوح لأنه ترشح، الجماعة ترى هذا مجرد سياسة، كذب أبيض، أو كذب سياسى.

نفس الأمر مع تفجر الخلاف حول جنسية والدة المرشح المحتمل للرئاسة حازم أبوإسماعيل، وظهور قرائن على أن والدته حصلت على الجنسية الأمريكية، أنكر نهائيا، ثم اعترف بسفرها، ثم قال إنها أقامت هناك، ثم إنها تحمل الجرين كارد، وأنه لا يعلم إن كانت حصلت على الجنسية، أنصار حازم لم يلتفتوا لكونه أنكر قبل أن يعترف جزئيا، ويصرون على استمراره فى الترشح بالرغم من الإعلان الدستورى الذى صوتوا له بنعم يمنع المرشح الذى يحمل أحد والديه جنسية أجنبية من الترشح.

لم يعطوا أنفسهم فرصة للبحث، وخرجوا يستعرضون ويتحدثون عن تزوير الأدلة، ولا يزعجهم إخفاء الحقيقة، وما هو اختلافها عن قضية البلكيمى الذى ثبت كذبه.

المدهش أنهم يعتبرون وصف البلكيمى بالكذب، أو وصف الجماعة أو المرشح بالمراوغة، يسىء للإسلاميين، ولا يرون الكذب أكثر إساءة، يتركون الكذاب ويلومون من يقول له يا كذاب، ولا يعترفون أن ما يجرى سياسة، لا علاقة لها بعقيدة الكذابين، بل بعقيدة السياسيين، التى لا تعرف سوى المصلحة.. إنها السياسة حيث يحسب كل تصرف على صاحبه وليس على الدين.

ليكذب المرشحون أو السياسيون، الإخوان أو اليساريون أو الليبراليون، وليبعدوا الدين والأخلاق عن مناوراتهم، ليترشح الشاطر وأبوإسماعيل، لكن عليهم الاعتراف أنهم يلعبون سياسة، وأنهم بشر يصيبون ويخطئون ويكذبون ويناورون، وليس من بينهم رسول للعناية الإلهية.

الحلال بين والحرام بين لكن السياسة كلها «متشابهات».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة